@ 176 @ لما نقل من قضاء دمشق إلى قضاء مصر في سنة ثمان وأربعين وألف وصيره ثمة قساماً ونائباً بالصالحية ثم عاد في خدمته إلى دمشق وسافر إلى الحج في سنة خمس وخمسين ولازم من المولى المذكور ولما ولي المذكور قضاء العسكر بأناطولي وجه إليه القسمة العسكرية بدمشق وولي بقعة تدريس بجامع بني أمية ودرس بالمدرسة الظاهرية الكبرى وكان يحسن اللغة الفارسية والتركية والبوسنوية والعربية لسانه وكان يكتب الخط المليح وله فضيلة وحسن منادمة ومطارحة وله خلاعة ومجون وكان بينه وبين أبي مودّة أكيدة وصحبة بالغة وبالجملة فإنه كان من تحف الدهر وكانت ولادته في سنة خمس وعشرين تقريباً وتوفي في سنة ثلاث وسبعين وألف ودفن بمقبرة الفراديس رحمه الله تعالى .
زكرياء ابن خضر البقاعي العينتيتي الفقيه الشافعي ورد دمشق في حدود سنة خمس أو ست أو سبع وسبعين وتسعمائة وأقام مدة بجامع منجك خارج دمشق بمحلة مسجد الأقصاب وقرأ كثيراً وتفقه بالشهاب أحمد بن أحمد الطيبي الأوسط ثم لزم الحسن البوريني فقرأ عليه العربية والأصلين وشيئاً من المنطق وتوجه إلى القاهرة وتفقه بها على النور الزيادي وأجازه بالفتوى والتدريس ثم رجع إلى دمشق وولى إعادة الناصرية الجوانية وتدريس المدرسة النحاسية قرب مرج الدحداح وكان فاضلاً كاملاً توفي ليلة الاثنين سادس عشر شهر رمضان سنة عشرين وألف والعينتيتي بعين مهملة مفتوحة وياء مثناة من أسفل ونون ساكنة وتاء مثناة من فوق مكسورة يعقبها ياء مثناة من أسفل ثم تاء مثناة من فوق نسبة إلى قرية من قرى شوف الحراذين من جبل لبنان .
الشريف زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نمي شريف مكة الحسني وقد تقدم ذكر تتمة نسبه في ترجمة عم أبيه الشريف أبي طالب فليرجع إليه ثمة كان من أمر زيد أنه ولد بمكة في سنة أربع عشرة بعد الألف وتربى في حجر والده وسافر معه إلى اليمن ولما توفي أبوه بصنعاء رجع إلى الحجاز وكان قام بأمر الحجاز الشريف أحمد بن عبد المطلب المقدم ذكره فلما قتل ولي مكانه الشريف مسعود بن إدريس ابن حسن وولوه الإمارة وكان مريضاً بمرض الدق فمات بعد سنة وشهرين وذلك في ثامن عشري شهر ربيع الثاني سنة أربعين وألف فاجتمع الأشراف على الشريف عبد الله بن حسن وولوه الإمارة واستمر نحو سنة ثم خلع نفسه وقلد