@ 164 @ فاتفق له أنه وليها بعد ذلك في تاسع عشر شعبان سنة ثمان وخمسين وبعدها ولي قضاء قسطنطينية وتوفي بعد ذلك وكانت وفاته في حدود سنة ثلاث وستين وألف والينكيشهري بفتح المثناة من تحت وسكون النون وكسر الكاف الفارسية وياء أخرى وفتح الشين وسكون الهاء والراء نسبة إلى بلدة في بلاد الروم بالقرب من سلانيك وهي بلدة كبيرة من مشاهير البلاد ومعنى ينكي شهر البلد الجديد والله أعلم .
مولاي رشيد بن علي الملك المؤيد الشريف الحسنى ملك المغرب السلطان العظيم القدر السعيد الحركات المظفر الكامل كان من أمره أنه تسلطن أولا في بلاد تاقيلات ثم وثب على مولاي محمد الحاج ابن محمد بن أبي بكر سلطان فاس ومكناس والقصر وما والاها من أرض الدلا وسلا وغيرها من أرض المغرب وكان له في الملك أربعون سنة فانتزعه منه وحبسه إلى أن مات مسجونا وخرب مدينتهم المعروفة بالزاوية سميت بذلك لأن والد محمد الحاج وهو محمد بن أبي بكر بنى بها زاوية عظيمة وكانت مأوى لمن يفد يطعم بها الطعام للفقراء والمساكين ورحل شيعة الحاج خوفا منه إلى تلمسان وهي كما تقدم من بلاد العثامنة سلاطين بلادنا أعز الله تعالى نصرهم ثم قويت شوكة مولاي رشيد ورغب الناس في خدمته وكثر جمعه وعظمت دولته وساس الرعية سياسة لم يروها في عهد سلطان من سلاطينهم وما زال يتملك بلدا بعد بلد حتى دخل بلاد السودان وتملك منها جانبا عظيما ولم يبق بجميع أقطار المغرب من البحر المحيط إلى أطراف تلمسان إلا ما هو في طاعته وداخل في ولايته إلى غير ذلك وتقدم في ترجمة مولاي أحمد المنصور أنه كان قسم الولايات بين بنيه وكان بقي الأمر على ذلك حتى ظهر مولاي رشيد فجعلها ملكا واحدا وكان ملكا معتدلا هاشميا محسنا محبا للعلماء واستقام في السلطنة سبع سنوات وتوفي في سنة ثمان وثمانين وألف وأخبرني بعض المغاربة في سبب موته أنه أصابه في ما يلي أذنه عود من شجرة في بستان له كان يركض جواده فيه فنفذ العود ووقع مولاي رشيد ميتا رحمه الله تعالى .
الأمير رضوان بن عبد الله الغفاري أمير الحاج المصري الكرجي الأصل كان في ابتداء أمره من مماليك ذي الفقار أحد أمراء مصر المشهورين بالشأن العظيم والدولة الباهرة اشتراه صغيرا واعتنى بتربيته ولما مات مولاه المذكور رق حاله