@ 26 @ محافظة الشام فقتل طائفة من المناحيس ولم تطل مدة محافظته وصار مستوفى دمشق فاجتهد في تحصيل الأموال السلطانية وشدد على كتاب الخزينة والأمناء فاضمر بعض الكتاب له السوء فلما عزل أخرجوا عليه أشياء انتقدوها عليه ووشوا به إلى الوزير الحافظ المذكور فكلفه ما خرج عليه من المال فقبض منه البعض وسكت عن البعض لما رأى من انقياده إليه ولما قدم محمد باشا السلحدار حاكما بالشام انتقد عليه ما سكت عنه الحافظ وعرض فيه إلى باب السلطنة فجاءت فيه مناشير سلطانية وحوالة وأخذ منه ما بقي عليه وكانت دخلت عليه أوهام من الوزير الأعظم نصوح باشا وغيره فلحقته الأمراض والأسقام وآل أمره إلى أن يدافيه الفالح فأسرع في بعض أعضائه ثم لما قدم محمد باشا جوقدار السلطان أحمد قدم إليه سرادقاً عظيما وخدمة بخدمة عظيمة فالتفت إليه وقربه من مجلسه ولم تطل مدته بعد ذلك حتى مات في زمنه وبالجملة فإنه كان من صدور أعيان عصره وكان له محاسن ومساوئ إلا أن محاسنه كانت أكثر وتراكمت عليه المحن في آخر أمره إلى أن مات وكانت وفاته ليلة السبت ثامن عشر ربيع الثاني سنة سبع وعشرين وألف وقال النجم الغزي يرثيه وذكرها في ذيله | % ( عجبت والدهر أعيتني أعاجيبه % من عجمة لم تبن عنها تعاريبه ) % | % ( أما رأيت رحاه وهي دائرة % في الناس قد لعبت فيهم دواليبه ) % | % ( والموت ما زال أخاذ الذي نفس % لكن قد اختلفت فيهم أساليبه ) % | % ( ما خاصم الخصم إلا وهو خاصمه % غلب الرجال وإن جلت مغاليبه ) % | % ( أما نظرت إلى شوربزهم حسن % وكان كالسبع أدهتهم أراعيبه ) % | % ( له محاسن لا تحصى لكثرتها % فطالما هطلت خيرا شآبيبه ) % | % ( يحب تعمير أوقاف المساجد لا % يألو وقد حسنت فيها تراتيبه ) % | % ( وكان يحسن للأيتام يحضنهم % تجري على مستوى فيهم أنابيبه ) % | % ( لكنه كان ذا جاه وذا جرد % وجرأة عظمت منها تراهيبه ) % | % ( عنت دمشق ومن فيها له وغدا % تجرهم غير آباء مجاذبية ) % | % ( وربما مس منه الظلم بعضهم % وعاث في الناس تؤذيهم يعاسيبه ) % | % ( يبادر الناس بالترهاب يوهمهم % مما يبلغه عنهم دياديبه ) % | % ( أخلت منيته منه الديار فقد % أمست خلاء وتبكيه شناحيبه ) %