@ 20 @ ودفن بتكمينة ونسبته لامي سنان من جهة والدته وأظن أنه قيل لي أنه جدها لأبيها وكان أمى سنان المذكور من صدور ومشايخ دولة السلطان سليمان وقد ذكره ابن نوعى في ذيل الشقائق وأثنى عليه كثيرا وذكر أن له من الرسائل رسالة في ذكر سلسلة مشايخ السادة الخلوتية ورسالة في الدوران والسماع ذكر في تلك الرسالة أن والده حكى عن أبيه الشيخ الأجل يعقوب أن الشيح الأجل سنبل سنان كان من أهل السماع وكان إذا دخل إلى السماع في الجامع ترتفع قبة الجامع إلى الهواء حتى يرى دوران الملائكة وكان في زمنه المولى عرب وهو من كبار علماء الظاهر فأطال لسانه في حقه وأكثر الوقيعة به فافترق العلماء أذذاك فرقتين لكن الفرقة الكثيرة كانت في طرف الشيخ سنبل سنان فاجتمعوا يوما في جامع السلطان محمد ودعوا الشيخ إليهم فحضر هو واتباعه وتقدم حتى جلس في المحراب ونظر عن جانبيه ثم قال ما أحسن جمعتكم ما كان الذاعي إليها فأجابه المولى صارى كرز وكان قاضي قسطنطينية أذذاك وفيه غلاظة أن أتباعك يذكرون الله بالدوران والسماع فما دليل جواز ذلك يبنوه لنا وإلا فامتنعوا من ذلك فقال الشيخ إذا لم يكن المرء صاحب اختيار ماذا يحكم عليه شرعا فقال القاضي أتزعم أن هؤلاء يسلبون الأختيار إذا ذكروا فقال فيهم من هو كذلك فقال القاضي إذا فرضناهم كذلك فمن سلب إختياره أتراه يسلب عقله أو يجذب فقط فقال الشيخ هؤلاء عقلهم كامل فقال القاضي يا الله العجب يسلب إختيارهم وتبعتى عقولهم هذا الكلام من أي مقولة هو وفقال الشيخ هلا أخذتك الحمى قال بلى فقال لأي شيء كنت ترتعد أترى عقلك لم يكن في رأسك فسلب الاختيار لا يوجب زوال العقل فتفطن إن كنت عاقلاً فأفحم القاضي ثم التفت إلى الجماعة وخاطب كلاًّ بما أبهته فلم يجدوا بعدها جواباً وختم المجلس بقوله هذه أغراض نفسانية لا محصل لها ثم صعد المنبر وأبدى في الحقائق أشياء تحير الأذهان ووقع اعتقاده في صدور غالب القوم وأخذوا عنه الطريق في ذلك الوقت وأذعنوا له ومما يروى من مناقبه أنه كان وقع بينه وبين المولى أبي السعود العمادي صاحب التفسير في مسئلة فحنق عليه المولى أبو السعود وحلف أنه إن مات الشيخ سنان قبله لا يحضر للصلاة عليه فقال له خفض عليك لا يصلي عليّ إماماً إلا أنت وليس لك محيد عن ذلك فاتفق أنه يوم موت الشيخ سنان توفيت ابنة السلطان سليمان وأحضرت الجنازة في الجامع ودعي أبو السعود