@ 16 @ .
الأمير حسن باشا بن أحمد بن رضوان بن مصطفى وتقدم ذكر أبيه الغزي المولد الأمير الكبير حاكم غزة وكان حسن السيرة جواد ممدحا عظيم القدر وكان مغرما بالنساء وله في النكاح حظ وافر وجمع من الخطايا عددا كثيرا ورزق منهن أبناء كثيرة نحو الخمسة وثمانين ولدا وينقل عنه انه كان إذا حضر أحدهم لديه يسأله عن اسمه واتفق أنه مات أحدهم فلم يعرفه حتى عرفوه له بوالدته وقالوا له هذا ابن فلانة وكان عطاردى الطبع يحسن غالب الصنائع وجبب إليه الإنعزال عن الناس فكان ينفق أوقاته في أرغد عيش وأهناه وركبتة ديون كثيرة لتبذير كان فيه وعمر مكانا بغزة وتأنق فيه جدا حتى صيره أحسن منتزه في تلك الدائرة ومات ولم يكمله وبالجملة فإنه كان ممتعا في دنياه وتوفي سنة أربع وخمسين وألف .
حسن بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن سليمان الأسطواني الدمشقي الحنفي رئيس الكتاب بمحكمة الباب وتقدم أبوه أحمد في حرف الهمزة وكان حسن هذا فقيها كاملا حسن الحظ وفيه مروءة وسخاء نشأ وحصل ثم صار كاتباً بمحكمة الباب ثم بعد مدة ولى رياستها وعلت همته ونفذت كلمته وكان قضاة القضاة يعتمدون عليه ويفوضون إليه أمورهم وما زال يزداد في الترقي حتى ولي نيابة الحكم بدمشق مرتين وحظي من دنياة وبالجملة فإنه كان مأمون الغائلة وفيه لطف طبع وحسن سلوك واتفق أنه زوج أبنا له وختن آخر فبالغ في الكلفة بحيث اتفق أهل دمشق على انه لم يتفق ما فعله من التبسط والمبالغة في الضيافات لا حد قبله ومات بعد ذلك بأربعين يوما وكذلك اتفق لوالده أنه مات بعد ضيافة عرس ابنه حسن المذكور بأربعين يوما وهذا من الإتفاق العجيب وكانت وفاته نهار الخميس ثالث عشرى جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وألف ودفن بمقبرة الفراديس رحمة الله تعالى .
الحسن بن أحمد اليمني المعروف بالحيمي ترجمة الأخ الفاضل مصطفى بن فتح الله في مجموع له فقال في حقه فائق أقرانه وسابق ميدانه وأحد الأعيان الأفاضل الذين بداسنا الأقبال في سيماهم وأعرب مبتدأ عمرهم عن منتهاهم وممن غدا نجم سعادته سابقا لائحا وراح مسك شذاه عابقا فائحا كان كما أحبر به تلميذه العلامة صالح بن المهتدي المقيلي أما ما في الفقه مشاركاً فيه مشاركة تامة وكان كذلك في غيره من العلوم صاحب تدبير ورياسة ومعرفة في الأمور المهمة معظما عند