@ 501 @ الصحابة على رؤوس الأشهاد فحج ثم قطن بمصر بجامع الأزهر ملازماً درس شيخ الإسلام الشمس الرملي وتلميذه النور الزيادي ففهم الفقه مع مشاركة في العلوم كالنحو والكلام والمعاني والمنطق ثم لزم الطريقة القادرية وجاور في مشهد الشيخ عبد القادر ببغداد بعد مفارقة مصر ومر بحلب فأقام بها أياماً قليلة ثم ارتحل إلى البصرة لعدم راحته في بغداد لكثرة الروافض فيها وقوة شوكتهم فقطنها وأعطى بها جزيرة كثر منها رزقه وأقام ملازماً للعبادة والتقوى وقراءة الدعاء السيفي المسمى بالحرز اليماني وإكرام الضيفان وجبر خاطر القادمين عليه من الفقراء والغرباء وإقامة حلقة الذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وملازمة الجماعة وصيانة اللسان والانتماء إلى الشيخ عبد القادر رضي الله عنه إلى أن مات في سنة أربع عشرة وألف بالبصرة رحمه الله تعالى حبيب الدرويش الرومي الحنفي المجاور بالخانقاه السميساطية بجوار الجامع الموي الأقطع ذكره الغزي وقال في ترجمته كان طويل الصمت لطيف الذات نظيف الأثواب متواضعاً صوفياً له ذوق في المعارف والحقائق وله آداب وكان يمتهن نفسه في الخدمة وللناس فيه اعتقاد عظيم وكان عليه نورانية ظاهرة قال وأخبرني بعض أصحابه أنه كان قلندري المشرب ولم أر منه ذلك لأنه كان ملازماً للمسجد الجامع في أوقات الصلاة وكان إذا فتح عليه بنفيس الطعام أكل وإذا تيسر له خشن الخبز وقليل الأدم قنع وأقام بدمشق أكثر من عشرين سنة ولم أر شيئاً انتقده عليه لأني كنت أخالطه كثيراً مات يوم الجمعة عاشر شعبان سنة أربع وعشرين وألف ودفن بمقبرة الفراديس رحمه الله تعالى حسام الدين المنتشي الحنفي أحد علماء الروم ذكره ابن نوعي في طبقة علماء دولة السلطان محمد الثالث وقال في ترجمته أصله من بلدة منتشى وهي بلدة من نواحي قرمان وإليها ينسب من العلماء الشاهدي صاحب الكتاب المشهور ولازم ودرس في مدينة أدرنة بمدرسة طاشلق بالجامع العتيق وكان فاضلاً صاحب تحريرات مقبولة ألّف حاشية على صدر الشريعة ولما توجه السلطان محمد إلى سفر أكرى عرضها على المولى سعد الدين معلم السلطان المذكور فقبلها وأجازه عليها وكانت وفاته في ربيع الآخر سنة عشر بعد الألف .
حسام الدين الرومي مدرس السليمانية ومفتي الحنفية بدمشق كان فقيهاً عالماً