@ 500 @ وله نظم كثير جمع منه بعض أصحابه ديواناً حافلاً وهو متداول بني الناس وكان يقول وقت الوارد كتبوا عني ما أقول فيملى عليهم وهم يكتبون وكانت وفاته نهار الأحد سابع عشر المحرم سنة ثلاث عشرة وألف ببندر المخا ودفن ببيته وكانت مدة إقامته بالمخا سبعاً وثلاثين سنة رحمه الله تعالى .
حافظ الدين بن محمد المقدسي المعروف بالسروري من ولد غانم العالم العلم الأفضل الأمجد كان ذا فضل باهر وشيم مرضية وكان علامة في المنقولات خصوصاً الأصول فإنه كان فيه غاية لا تدرك وكان كأنه امتزج بلحمه ودمه قرأ ببلده وضبط ثم رحل إلى القاهرة وأخذ عن الشيخ الإمام محمد المحبي والشهاب أحمد أبي المواهب الشناوي وأجازه في الحديث ورجع إلى القدس واستقر بها وانتفع به ولده محمد الآتي ذكره وغيره من علماء القدس المتأخرين وغلب عليه في آخر أمره التصوف ولزم الانفراد مع الإفادة في بعض الأحايين لبعض تلامذته وكانت وفاته سنة ثلاث وستين وألف ودفن بباب الرحمة ظاهر القدس رحمه الله تعالى .
حبيب بن محمود النخجواني الأصل نزيل صالحية دمشق أحد الكتاب المشهورين بجودة الخط وكان كل ما يكتبه قد استوفى أقسام الحسن وجمع أدوات الإجادة وكان يعرف اللغات الثلاث العربية والفارسية والتركية وأصل والده من نخجوان ورد دمشق في فتنة قزلباش لما استولى على بلاد العجم ونزل صالحية دمشق عند جسرها الأبيض وأعطاه السلطان سليمان زعامة والزعامة عبارة عن قرى يقطعها من أعطاها وتخمن على الأقل بعشرين ألف عثماني في كل سنة وتزوج بالصالحية وولد له ولدان أحدهما حبيب هذا والثاني فروخ فأما حبيب هذا فإنه وصل مع الزعامة إلى أن صار جاويش السلطان وعلا أمره ولما جاء الوزير الأعظم مراد باشا بعساكر الروم إلى حلب لإزالة علي بن جانبولاذ سافر حبيب في ضمن العساكر الشامية فمات بأنطاكية ودفن عند حضرة حبيب النجار فقال الناس مات حبيب ودفن عند حبيب وكان ذلك في شهر رجب الفرد من سنة ست عشرة بعد الألف رحمه الله تعالى .
حبيب الله الشيرازي ثم البغدادي ثم المصري الشافعي القادري قال العرضي الكبير في ترجمته خرج من شيراز فاراً بدينه مما كان يطرق سمعه من سب أكابر