@ 486 @ علمائها وصدورها لدماثة اخلاقه واعتنوا به كثيرا ومدحوه ومن مادحيه الامير المنجكى حيث يقول فيه % ( من ترى يملك وصفا لامرئ % قلد المنة أعناق السماح ) % % ( ذاك يحيى من به يحيا العلى % ولناديه غدوى ورواحى ) % % ( حامل نشر ثنائى فى الورى % عنبر الليل وكافور الصباح ) % | ثم نقل من قضاء القدس الى قضاء مكة ورجع منها وتوجه الى الروم فأدركه أجله اثر وصوله وكانت وفاته سنة ست وستين وألف رحمه الله تعالى .
يحيى بن الفقيه الصالح محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى أبو زكريا النايلى الشاوى الملبانى الجزائرى المالكى شيخنا الاستاذ الذى ختمت بعصره أعصر الاعلام وأصبحت عوارفه كالاطواق فى أجياد الليالى والايام المقرر براهين التطبيق بتوحيده فلا تمانع فيه الا من معاند علم مرجعه عن الحق ومحيده آية الله تعالى الباهرة فى التفسير والمعجزة الظاهرة فى التقرير والتحرير من روى حديث الفخار مرسلا ونقل خبر الفخار مرتلا وهو فى الفقه امامه ومن فمه تؤخذ أحكامه وأما الاصول فهو فرع من علومه والمنطق مقدمة من مقدمات مفهومه وان أردت النحو فلا كلام فيه لاحد سواه وان اقترحت المعانى والبيان فهما انموذج مزاياه اذا استخدم القلم أبدى سحر العقول وان جرت الحروف على وفق لسانه وفق بين المعقول والمنقول واذا ناظر عطل من مجاريه مجارى الانفاس واستنبط من بيان منطقه علم الجدل والقياس وبالجملة فتقصر همم الافكار عن بلوغ أدنى فضائله وتعجز سوابق البيان عن الوصول الى أوائل فواضله ولد بمدينة ملبانه ونشأ بمدينة الجزائر من أرض المغرب وقرأ بها وبملبانة بلده على شيوخ أجلاء صالحين منهم العلامة المحقق سيدى الشيخ محمد بن محمد بهلول والشيخ سعيد مفتى الجزائر والشيخ على بن عبد الواحد الانصارى والشيخ مهدى وغيرهم وروى عنهم الحديث والفقه وغيرهما من العلوم وأجازه شيوخه وتصدر للافادة ببلده وكانت حافظته مما يقضى منها بالعجب وقدم مصر فى سنة أربع وسبعين ألف قاصد الحج فلما قضى حجه رجع الى القاهرة واجتمع به فضلاؤها وأخذوا عنه وروى هو من علمائها كالشيخ سلطان والشمس البابلى والنور الشبراملسى وأجازوه بمروياتهم ثم تصدر للاقراء بالازهر واشتهر بالفضل وحظى عند أكابر الدولة واستمر