@ 485 @ % ( فان يك أضحى ثغرها موطنا له % فيا حبذا فى ذلك الثغر لى خال ) % | واشعاره كلها من هذا النمط عليها مسحة الحلاوة وكانت وفاته لثلاث خلون من المحرم سنة عشر بعد الالف بمكة كما تقدم والاصيلى نسبة لاصيل الدين أحمد بن على بن محمد بن محمد بن عثمان بن أيوب .
يحيى بن محمد بن القسم الملقب شرف الدين بن شمس الدين المعروف بابن المنقار الدمشقى الفقيه الحنفى كان فقيها يستحضر فقه الحنفية أحسن استحضار ويحفظ نقوله وفصوصه وكان عجيب الحال فى المسائل التى تقع له فيها الخصومة خصوصا مع أبيه ثم مع أقاربه وكان مغاضبا لابيه خارجا عن طاعته وكان أبوه شديد الغضب منه كثير الحط عليه وكان هو اذا ذكر أباه يذكره بلفظ الشيخ ويذكر بعض مساويه مسكنة وأناة وكان أهل دمشق يرون انه مسلط عليه قصاصا عن تشدده على الناس واطلاق لسانه فيهم وذهب أبوه مرة الى القاضى بدمشق وسأله ان يحضر ولده ويعزره فأحضره وعزره بين يديه وسافر يحيى بسبب ذلك الى الروم ورمى نفسه فى أمور مهلكة حتى وصل خبره الى السلطان وعرضت عليه قصته ثم آل أمره الى انه استخرج حكما دفتر يا ان براءة أبيه فى الجوالى لا قيد لها وانها مفتعلة وأوصل الحكم الى دفترى الشام فحصل بينه وبين أبيه فتنة عظيمة ثم لما مات أبوه عاش مع أقاربه عيشة مكدرة وكانت عيشته مع زوجته وهى بنت عمه أشد نكرا وكدرا حتى أبانها من عصمته ودرس بالمدرسة العزية فى الشرف الاعلى غربى دمشق وولى النظر على المدرسة المردانية وحج مرتين الثانية منهما فى سنة ثمان عشرة بعد الالف ورجع مستضعفا ثم لم يزل على ذلك والناس يسلمون عليه وهو يقوم ويقعد ويظهر التجلد والقوة الى ان مات يوم الاربعاء ثالث شهر ربيع الاول سنة تسع عشرة وألف ودفن من الغد فى المدرسة المردانيه بوصية منه .
يحيى بن محمد بن نعمان بن محمد بن محمد الايجى الدمشقى قاضى القضاة الفاضل الشريف الحسيب كان من فضلاء زمانه أديبا مطبوعا لطيف الطبع خلوقا اشتغل بدمشق على والده وغيره من الافاضل ثم رحل الى قسطنطينية فى أيام شبابه وقطن بها ولازم ودرس وأحبه صدورها وأقبلوا عليه لما فيه من الاهلية حتى تزوج بابنة شيخ الاسلام أسعد بن سعد الدين وسما حظه ولم يزل ينتقل فى المدارس الى ان وصل الى السليمانية ثم ولى قضاء القدس وقدم الى دمشق ونال اقبالا من