@ 478 @ المبادره وألف تآليف عديدة فى فنون شتى منها حاشية على تفسير البيضاوى وحواش على حاشية ميرابى الفتح على شرح آداب البحث وله رسالة فى الكلام على قوله سبحانه وتعالى ! 2 < وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له > 2 ! سماها الاتباع فى مسئلة الاستماع وانتهت اليه الرياسة فى عصره بالعلوم وحظى حظوة لم يحظها أحد مثله عند ملك الروم ثم اعتراه ريح فى يده اليمنى أبطل حركتها وعالجها مدة فلم يفد علاجها فكان ذلك سببا لعزله عن الافتاء وأمر بالاقامة ببستانه المعروف به ببشكطاش وأقام ثمة معزولا الى ان مات وكانت وفاته فى سنة ثمان وثمانين وألف ودفن باسكدار فى مكان عينه فى وصيته وأوصى ان يعمر عنده مدرسة فنفذ ابنه وصيته بعد موته وقيل فى تاريخ موته رحمه الله تعالى % ( فرحمة ربنا ارخ % تؤم الحبر منقارى ) % .
يحيى بن عيسى الكركى من كرك الشويك ويقال السلطى الملحد الزنديق كان رجلا اسود خفيف العارضين قيل انه سافر الى مصر فى طلب العلم وكانه عاشر بعض الملاحدة فغلبت عليه اعتقادات فاسدة وبث فيها شيئا من اعتقاداته حتى ضرب ثمة ثم انتقل الى الكرك وأخذ يسعى على ترويج أمره فكان يكتب أوراقا مشحونة بالفاظ الكفر ويرسلها من الكرك الى عجلون وكان بعجلون رجل من فقهاء الشافعية يقال له عبد الله بن المدله فلما شاهد ما كتبه يحيى المذكور استشاط وثار وأخذته الغيرة الدينية فأرسل اليه من جانب حاكم البلاد الامير حمدان ابن الامير فارس بن ساعد الغزاوى فلما وصل الى عجلون ادعى عليه الشيخ عبد الله المذكور فأدبه القاضى بضرب خمسمائة سوط على رجليه وعلى بدنه ورجع الى مقره فى بلاد الكرك فأخذ أهل الكرك يشنعون عليه ويقولون له لولا الحادك ما ضربك القاضى فان كنت تريدا غماض العين عنك وترك التعرض لك فاذهب الى دمشق واستكتب علماءها على كلامك هذا بانه من قواعد أهل الايمان وكان قبل ذلك يراسل الشيخ شمس الدين الميدانى من علماء دمشق بالثناء عليه ثم بث اعتقاداته القبيحة ويقوله له اريد ان تكون نصيرى ووزيرى حتى أظهر الدين وكان الميدانى يكتم تلك الرسائل ويقول لعله مجنون أو جاهل ثم دخل دمشق وسكن القبة الطويلة بمحلة القبيبات واجتمع بعوام هوام لا يفرقون بين الصحيح والمعتل ولا يميزون بين المنتظم والمختل وشرع يكتب أوراقا مشتملة على عبارات فاسدة