@ 468 @ والكمال الى قضاء حلب وقيل فى تاريخ توليته لها % ( لما أحيى شرع الهادى % قاض عنه شاع العدل ) % % ( يحيى المولى السامى قالوا % حقا أرخ قاض عدل ) % | وكانت سيرته فى هذين القضاءين من أحسن سيرة لقاض ثم عزل وتوجه من دمشق الى معرة النعمان قاصدا دار الخلافة وكان خرج من دمشق وعليه دين سابق لم يقدر على وفائه وكان قصد ان يمر على حلب ويستدين من بعض أهلها مبلغا يوفى به مما عليه واتفق ان كتخداه دخل عليه وشكى من ا لمضايقة فلم يستتم الكلام الا ودخل عليهم قاصد من طرف الدولة ومعه أمر بتوجيه قضاء مصر الى صاحب الترجمة فسر بذلك وعاد مبلغ المراد وسار اليها وسلك مسلكه المعتاد ة ونقل انه كان فى خدمته أحد عشر نائبا من ملازمى والده ومن طلبته فاتفق أنه ولى منه سنة قضاء مصر بعد مدة وعزل عن قضاء مصر فأعطى كلا منهم مبلغا من الدراهم من ماله زيادة على ما حصل لهم من الانتفاع فى أيام قضائه وكان ابن أخته اسماعيل الذى صار آخر أمره أحد صناجق مصر فى خدمته وكان وجه اليه نيابة المحاسبات فبلغه انه أخذ من بعض النظار عشرة سلطانية من غير وجه فناداه اليه وهو فى داخل الحمام وقال له بلغنى انك أخذت من فلان كذا فاعترف فقال له اذن ترحل عنى الى الروم واليوم سفينة فلان متجهزة فلا تتخلف عنها فأقلع من وقته ولما عزل أقام ببولاق بعض أيام عند القاضى زين الدين العبادى كاتب المحاسبات بأوقاف مصر وكان العبادى المذكور من الرياسة والنعمة بمكان لكن حصل منه تقصير فى خدمته واتفق انه شكى اليه كثرة الناموس وطلب منه ناموسية فتهاون فى ارسالها اليه فبعث صاحب الترجمة الى محافظ مصر يستأذنه فى الذهاب بحرا فلما وصل رسوله الى المحافظ وعرض عليه أجابه بأن يتربص أياما فقام الرسول ليذهب واذا ببريد قدم من قسطنيطينية ومعه أمر بتقرير صاحب الترجمة فى قضاء مصر فعاد الرسول مسرعا وأخبره ثم أرسل الوزير الامر فدخل الزين العبادى مهنيا وأظهر كمال الريا وكان صاحب الترجمة حقد عليه جدا فأخرج فى الحال عنه جميع ما فى يده من جهات ومعاليم ووجهها الى فقراء الازهر وكانت اشياء كثيرة مع عدم احتياجه اليها لكونه فى غنية زائدة وعزله عن كتابة المحاسبات وبقى مقهورا مدة أيام ثم مات من قهره ثم عزل وسار الى قسطنطينية بعد مدة صار قاضيا ببروسة ثم ولى قضاء