@ 429 @ الكريم ابن الشيخ سعودى مفتى الشافعية بدمشق الآن وغيره وكان صالحا ناسكا حسن السمت والنزاهة وللناس فيه اعتقاد وكانت وفاته يوم السبت عاشر ذى القعدة سنة سبعين وألف .
الامير منصور المعروف بابن الشهاب التيمانى أمير وادى التيم وابن أميرها ولآبائه وعمومته قدم فى امارة الوادى المذكور وجورهم بالنسبة الى أمراء بلاد الشام كالدروز بنى معن والرفضة بنى الحرفوش وبنى سرحان مقصور على أنفسهم من حيث المعتقد فحسب ومالهم فى القديم والحديث كثرة أذية للمسلمين وبلادهم المذكورة من أصح بلاد الشام هواء وأطيبها بقعة والامراء المذكورون يسكنون منها حاصبيا وريشيا قريتين ولهم فيهما أبنية نفيسة وعمارات فائقة وكان الامير منصور المذكور صاحب بسطة فى المال لطيف الشكل والمصاحبة مائلا الى المعاشرة والمباسطة عاقلا ذا فكرة جيدة الا انه لعبت به وساوس الحشمة فأدته الى موافقة عبد السلام وبقية رؤساء جند الشام فى مصادمة مرتضى باشا لما ولى نيابة الشام وقارب أن يدخلها وكان عبد السلام كاتب الامير منصور وابن عمه الامير عليا فى هذا الامر وطلب اسعافه بالرجال فجمعوا من بلادهم جمعا عظيما وجاؤا بهم الى دمشق ثم تجمع العسكر وخرج الفتيان ومعهما من الرعاع والاوباش ما ضبط فكان أربعة عشر ألفا وكان مرتضى باشا وصل الى القطيفة فخرجوا الى محاربته فلما سمع بخبرهم رجع ولم يدخل الى دمشق ورجعوا هم الى دمشق وأقام الاميران المذكوران بها أياما وأقبل العسكر عليهما وتغالوا فى تعظيمهما ومواساتهما فأعجبهما ذلك الاقبال وظنا أن الدهر سالمهما فى الحال والمآل وحسن لهما كثير أن يسكنا دمشق ويدخلا فى زمرة جندها فانساغا ولم يعهد فيما أحسب لاحد من أهل بيتهما ذلك الانسياغ وتملكا دارين بمحلة القنوات احداهما اشتراها الامير منصور من بنى فرهاد والاخرى اشتراها الامير على من مخلفات الصنجقدار وصارا كلاهما من كبار الجند المعبر عنهم بالبلوكباشية وشرعا فى عمارة هذين الدارين على أسلوب متقن محكم وزخرفاهما بأنواع الزخارف والنقوشات وجلبا اليهما الرخام من بلادهما واستمرا مدة يصرفان جهدهما فى اتقان بنائهما حتى تمت عمارتهما ولعمرى انهما أبدعا ونوعا وأجادا فيما صنعا وهاتان الداران بعد تناقل الايدى لهما من محاسن دمشق الآن واتفق قريب التمام قصة قتل عبد السلام