@ 426 @ .
منصور بن يونس بن صلاح الدين حسن بن أحمد بن على بن ادريس البهوتى الحنبلى شيخ الحنابلة بمصر وخاتمة علمائهم بها الذائع الصبت البالغ الشهرة كان عالما عاملا ورعا متبحرا فى العلوم الدينية صارفا أوقاته فى تحرير المسائل الفقهية ورحل الناس اليه من الآفاق لاجل أخذ مذهب الامام أحمد رضى الله عنه فانه انفرد فى عصره بالفقه أخذ عن كثير من المتأخرين من الحنابلة منهم الجمال يوسف البهوتى والشيخ عبد الرحمن البهوتى والشيخ محمد الشامى المردارى وأكثر أخذه عنه وعنه الشيخ محمد ومحمد بن أبى السرور البهوتيان وابراهيم بن أبى بكر الصالحى وغيرهم ومن مؤلفاته شرح الاقناع ثلاثة أجزاء وحاشية على الاقلاع وشرح على منتهى الارادات للتقى الفتوحى وحاشية على المنتهى وشرح زاد المستنقع للجحاوى وشرح المفردات للشيخ محمد بن عبد الهادى المقدسى وكان ممن انتهى اليه الافتاء والتدريس وكان شيخا له مكارم دارة وكان فى كل ليلة جمعة يجعل ضيافة ويدعو جماعته من المقادسة واذا مرض منهم أحد عاده وأخذه الى بيته ومرضه الى أن يشفى وكانت الناس تأتيه بالصدقات فيفرقها على طلبة العلم فى مجلسه ولا يأخذ منها شيئا وكانت وفاته ضحى يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثانى سنة احدى وخمسين وألف بمصر ودفن فى تربة المجاورين رحمه الله تعالى .
الامير منصور المعروف بابن الفريخ تصغير فرخ البدوى أمير البقاع العزيزى بعد اولاد الحنش كان فى أول أمره بدويا من عرب تلك البلاد وكان يتكسب بالرجادة ثم انتهى أمره الى أن حاز الامارة وتظاهر بقتل المناحيس وأهل الزعارة والشطارة وكان يبغض اللصوص والقطاع ويعاملهم اذا قبض عليهم بالقتل والتمثيل وكان يحب أهل الشجاعة حتى عظم أمره فولى حكومة البقاع ثم أعطى حكومة نابلس وانحاز اليه جماعة من جند دمشق واشتهر وأخاف الدروز ثم شن الغارات عليهم وكان هو السبب فى أخذ ابراهيم باشا أحد الوزراء فى عهد السلطان مراد بن سليم اليهم وقد جاء من نيابة مصر ثم كان قيدومه حتى أثر فيهم وقتل منهم مقتلة عظيمة واختفى منه أميرهم الامير قرقماس بن معن حتى مات فى اختفائه ثم جمع له بين حكومة نابلس وصفد وعجلون والبقاع وأضيف اليها امارة الحاج والتزم مالا عظيما على صفد ونابلس وجعل نابلس باسم ولده وعجلون باسم واحد من جماعته