@ 397 @ عديدة منها ديار بكر والمدينة ثم ولى قضاء دمشق فى شهر ربيع الاول سنة خمس وتسعين وألف وقدم اليها وكانت سيرته بها حسنة وتوفى بها وكانت وفاته فى ربيع الأول من السنة المذكورة ودفن بالقرب من بلال الحبشى .
مصطفى باشا المرزيفونى الوزير الاعظم فى عهد السلطان محمد بن ابراهيم وهو الشهير بقره مصطفى باشا وبالمقتول كان من أمره انه خدم محمد باشا الوزير الاعظم الشهير بالكبر يلى المقدم ذكره فنهض به الحظ على يديه فولاه نيابة ديار بكر ثم جعله حاكم البحر وما زال فى عزة تتزايد وسعادة تتصاعد الى أن مات أستاذه المذكور وولى ابنه أحمد باشا الفاضل الوزارة العظمى فعزله عن حكومة البحر ورأى أن قربه الى الدولة أجدى له لما يعرف من رابطته المحكمة فصرف جهده فى المغالاة بحقه والالتفات اليه وكان هو لا يهمه الا مراعاة جانب مخدومه المذكور ولا يعرف الا رعاية حقوقه ولما توجه الفاضل الى جزيرة كريد صيره قائما مقامه وأقبلت الدولة عليه اقبالا ليس وراءه لاحد مطمع وسافر فى خدمة السلطان الى سلانيك ويكى شهر واتسعت دائرة جاهه وأنيطت برأيه الامور وكان أولى الناس بنيل ما يأمله من ينتمى اليه ويعول فى أمره عليه وكثرت فى ذلك الابان حفدته وحواشيه وتملك الاملاك الكثيرة ثم قدم الوزير الفاضل من كريد الى دار السلطنة أدرنه بعد أن فتح قلعة قندية فبقى فى تلك الجلالة مستشار الدولة زائد العنوان والصوله ولما دخلت أدرنه فى سنة ست وثمانين والدولة اد ذاك فى بلهنتيها وقد استوفت الكمال من عزتها وحرمتها رأيته قد استوعب أدوات الرفعه وتصرف فى السلطنة تصرف الرخ فى الرقعه وصيته قد ملأ البلاد وعرها وسهلها وملك جل أمورها وكان أحق بها وأهلها ثم مات الوزير الفاضل فسعت اليه الصدارة ولم يسع لها فقام بأعبائها وتصلب فى حمل اثقالها وتمكن منها تمكنا عظيما ونال من اقبالها حظا جسيما وكان فى حقيقة أمره مدبرا حازما عاقلا متمولا وجيها وله محبة فى العلماء والفضلاء يحب المذاكرة العلمية ويرغب فى الفائدة وربما اشتغل وذاكر فى صنوف من الفنون وكان ملتفتا لأحوال الناس فيما ينظم أمرهم الا أنه كان شديد الطمع فى جمع المال وعنده عجب وخيلاء ونفسانية وتملك دارا بالقرب من جامع السليمانية وعمرها وأتقنها فاحترقت فى أسرع مدة فأعادها أحسن مما كانت عليه وسافر سفرة جهرين بأمر مخدومه السلطان محمد بجيوش عظيمة وافتتحها واحتوى على