@ 391 @ ولازم منه ثم درس ابتداء بمدرسة حاجة خاتون بأربعين عثمانيا ثم ولى مدرسة محمد أغا برتبة الخارج فى شهر بيع الآخرة سنة ثمان وتسعين وتسعمائة ثم ولى مدرسة أيوب فى جمادى الآخرة سنة ثلاث بعد الالف ثم ولى احدى الثمان فى المحرم سنة خمس بعد الالف ثم ولى مدرسة السلطان سليم ا لقديم فى شهر ربيع الاول سنة ثمان ثم ولى السليمانية فى ذى الحجة من هذه السنة ثم ولى الخفافية فى شعبان سنة عشر ثم ولى قضاء الشام فى رجب سنة احدى عشرة ثم ولى قضاء مصر سنة ثلاث عشرة وفى زمن قضائه بها وقعت فتنة محافظها ابراهيم باشا وقتله العسكر فعزل لتقصيره فى تلافى الفتنة ثم ولى قضاء بروسه فى شعبان سنة خمس عشرة وفى أيام قضائه بها تسلط ابن قلندر الخارجى عليها وحاصرها وحرق بعض اماكنها فعزل عنها بعيد ذلك ثم ولى قضاء ادرنه فى شهر ربيع الآخر سنة عشرين واتفق أنه عزر قاضيا مجهولا فاجتمع عليه جماعة أزعجوه بالمكالمة والمخاصمة فنقل فى شعبان من هذه السنة الى قضاء دمشق قال الحسن البوريني فى بعض مجاميعه ووقع فى قضائه يوم الخميس خامس عشر شعبان سنة احدى وعشرين وألف أن رجلا كان نصرانيا قرية صيدنايا من نواحى دمشق فأسلم وأتى الى مجلس قاضى القضاة مسلما من مدة تزيد على عشرة أعوام وختن ثم أتى فى التاريخ المذكور الى نائب صاحب الترجمة أولا وألقى عمامته وصرح على نفسه بالكفر فارسله النائب الى قاضى القضاة يعنى صاحب الترجمة فاستفهم عن حاله واستنطقه فصرح بما قاله فقال القاضى لعل لك شبهة دينية أو ظلامة دنيوية فان رغبت فى المهلة أمهلناك وتوقفنا الى التأمل بما فى هناك فأبى الا التعجيب بروحه الى الهاويه وقال انه لا يرغب الا فى الفرقة الغاويه وصرح بأنه فى مدة اتصافه بالاسلام لم يوصف بصلاة ولا زكاة ولا صيام وكان يبادر الى طلب النار ويستعجل اللحاق بأهل دار البوار فكتب القاضى ما يستحقه من القتل بالتعجيل وأرسل الصك الى الحافظ الوزير الجليل فأمضى فيه السيف الماضى امتثالا لما به الشرع الشريف قاضى وذهب شقيا الى نار الجحيم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ورأيت بخط الاديب عبد الكريم الطارانى أنه كان لصاحب الترجمة ولد اسمه أحمد وكان فى غاية النجابة والحذق والكمال والمعرفة توفى بدمشق فى ليلة الجمعة ثانى عشر ذى القعدة سنة احدى وعشرين وقد نظمت الادباء تواريخ كثيرة لوفاته فمنهم الشيخ محمد الحتاتى وأبياته