@ 386 @ % ( لنجل أبى المعالى حسن فهم % وطبع كالزلال العذب صافى ) % % ( تطاوعه المعانى حين ينشى % وتخدمه النكات مع القوافى ) % | اشتغل بالطلب على المنلا عبد الله القونوى امام جامع الدرويشية وعلى العلامة الشيخ رمضان بن عبد الحق العكارى وشارك فى العلوم الادبية وحفظ من الشعر العربى والفارسى والتركى أشياء كثيرة ونظم الشعر وأكثر نظمه كان بالتركية ومخلصه رمزى وحج فى صحبة والده سنة ست وأربعين وألف وصار أولا من الجند الشامى ثم لما مات أبوه فى التاريخ الذى ذكرته فى ترجمته توجه ثانى يوم من وفاته الى الروم وصار متوليا مكانه على أوقاف سنان باشا بموجب الشرط للعتقاء وذريتهم وصار من المتفرقة بالباب العالة ورجع الى دمشق وقام مقام والده ووضع يده على ما خلفه له من أموال وأسباب وتصرف فى التولية بعقله ومد يده الى البسطة والسرف وكانت العقلاء ينظرون الى عاقبة أمره فى عدم الانتظار وصحب الوزراء والموالى وكانوا يقبلون عليه لبداعته وغربته وكان مكثرا فى حكاياته وقلما يحلو من مبالغات فى خطاباته لكنه على تعبيراته مسحة الحلاوه وعليها طل الطلاوة والنداوه ولما صار الوزير محمد باشا بوبنى اكرى كافل الشام وزيرا أعظم سافر من دمشق فى خدمته وكان له اليه محبة فأنعم عليه برتبة أحد البوابين للسلطان ولم يسبق لغيره من أهالى دمشق ودخل دمشق بطرز غريب وأظهر بعض الخيلاء وكان جند الشام فى ذلك العهد قد صالوا وتاهوا فعزموا على مهاجرته فلم يزل منطرحا فى زوايا الخمول حتى استألف بعض كبرائهم وأظهر لهم كمال الانحياز وأزال الحجاب واختلت بعد ذلك أموره فقابلته الايام بوجه عبوس وأبدلته بعد النعم بالبوس وأصابته العين ونفد ما عنده من النقد والعين وأخذ يستلف على أقلام الوقف وقل عليه الايراد وكثر الصرف فزادت عليه الاحوال وتكدر منه الفكر والبال وكان من جملة ما ورثه عن والده الفلاحة والدار بقرية دير العصافير وهى من محاسن الابنية والبساتين بالقرب من جامع تنكر فباعها بدون ثمن مثلها وأنشأ عوضها قصرا بالصالحية بالجسر الابيض وصرف عليه مالا كثيرا وبلغنى أن الذى اشترى البستان باع منه أشجارا من الحور فى السنة التى اشتراه فيها بثمنة الا ثلث قرش فضل عن رأس المال وكان له من هذا القبيل أسود كثيرة وكان كثير النكات وقد جمع من نكاته جانبا فى دفتر كان كثيرا ما يوردها ومن