@ 373 @ الناسك من زنده بالفضل وارى وعرضه من كل ما يشين عارى ان كان الفضل روضا فهو نواره أو الصلاح يدا وساعدا فهو سواره % ( ندب يغار على الفضائل فضله % فيضمها ضم السوار المعصما ) % | نشأ فى صيانة وديانه وترعرع ملئ برده متانة ورزانه وأخذ الفقه عن جمع منهم الشهاب العيثاوى والشمس الميدانى والعلوم العقلبة عن جماعة أجلهم الملا محمود الكردى والعلوم العربية عن الشيخ عمر القارى والشيخ عبد اللطيف الجالقى وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الرحمن العمادى والنجم الغزى ولازمه سنين وروى عنه الكتب الستة وغيرها وصار معيدا لدرسه العام تحت قبة النسر لما مات الشيخ رمضان العكارى سنة ست وخمسين وألف وكان النجم يقول من أراد أن ينظر الى حوارى هذه الامة فلينظر اليه وكان حسن السمت والخلق لطيف الطباع مهابا مجللا عند علماء دمشق وأمرائها وكبرائها معتقدا عند الخاص والعام لا يتردد الى أحد الا الخواص وجلس للتدريس وانتفع به جماعة من أجلهم شيخنا الشيخ عثمان بن محمود المعيد وكان منهمكا على بث العلوم وافادتها مواظبا للمحيا النبوى ليلة الاثنين بالجامع الاموى وليلة الجمعة بالجامع البزورى بمحلتهم قبر عاتكة قائما بوظيفة الصلاة على النبى & مع الاحسان للفقراء والضعفاء ولين الجانب والتواضع التام وكانت ولادته سنة عشر بعد الالف وتوفى سنة احدى وسبعين وألف ودفن فى تربة الدقاقين بمحلة قبر عاتكة ورثاه الامير المنجكى رحمه الله تعالى بقوله % ( لعمرك زند الفضل أصبح عاطلا % من ابن سوار بعدما كان حاليا ) % % ( وقد ملئت منا القلوب لفقده % مصابا وأضحى مجلس العلم خاليا ) % | ورآه تلميذه صاحبنا الشيخ عبد الله بن على العاتكى بعد موته فى المنام بعد ليلتين وهو طائر فقال له يا سيدى الى أين تطير قال الى عليين فقال له بم نلت ذا فقال بكثرة الصلاة على النبى & وكان له ولدا اسمه زين الدين وكان من الافاضل واتفق أنه مات ثانى يوم من وفاة والده ويروى أنه كان لقن اباه وبعد أن فرغ من التلقين دعا الله أن يلحقه بوالده فاستجيب دعاؤه ورؤى والده فى المنام وهو يقول ان الشوق الى زين الدين جذبه الينا وما قدرنا على فراقه رحمهما الله تعالى .
مصطفى بن سعيد الدين بن محمد بن حسين بن حسن الجباوى الدمشقى القبيباتى