@ 371 @ الاحد فغسل وكفن فى الامطار الغزار وذهب به الى جامع بنى أمية وصلى عليه الظهر وحمل الى قرية الشيخ ارسلان فدفن قبالة الشباك المواجه للضريح عليه رحمة الحنان المنان واتفق أن صار حالة الدفن مطر غزير لم يتفق مثله فى الاعوام فقلت القصيدة التى أولها % ( بكت السماء بمدمع هطل % اذ مات غيث الجود والفضل ) % | ولم يذكر منها الا بيت المطلع هذا وأنا لم أقف عليها قلت ومما يتعلق بترجمة صاحب الترجمة فى تسميته نفسه بالمصطفى معرفا ما وجدته بخط البورينى تحت كتابة للمصطفى فكتب تحتها قاعدة فى أل التى تكون للمح الوصف من زوائد الشيخ الطيبي الكبير على ألفية ابن مالك % ( كالفضل والحرث والعباس % وليس هذا الباب بالقياس ) % | قلت والبيت فى الاصل هكذا % ( كالفضل والحرث والنعمان % فذكر ذا وحذفه سيان ) % | واذا علمت هذه القاعدة على هذا الاسلوب أنه لا يؤتى بأل فى مثل هذه الكلمات الا اذا سمعت من العرب واذا لم تسمع فالاتيان بها غلط فأل فى المصطفى اذا كان مصطفى علما غير واقعة فى موقعها الصحيح لانها لم تسمع فيه فالواجب حينئذ حذفها فاعلمه .
مصطفى بن أحمد بن مصطفى البولوى مفتى السلطنة وعالم علمائها ورئيس نبلائها الامام العالم العلم العلامة الشهير كان أوحد الزمان فى الفنون مطلعا على الظاهر منها والمكنون مشارا اليه بالتحقيق منذ عرف محلى بنفائس الصفات العلية من حين وصف وكانت دمت الاخلاق رقيق الطبع ذا مروءة وسكينه ومكانة من الادب مكينه انتمى فى مبدا أمره الى شيخ الاسلام يحيى بن زكريا وتلمذ له ولازم منه وكان المولى المذكور يحبه ويقدمه ولاه المدارس السامية ثم بعد وفاة المولى المذكور ما زال حظه وصيته ينمو حتى صار مفتش الاوقاف ثم ولى ابتداء قضاء بروسه ولا زال فى رفعة الى ان تولى قضاء العسكرين ثم الافتاء ثم عزل وأمر بالتوجه الى مصر وأعطى قضاء الفيوم فأقام بمصر معظما يقرى ويدرس ببيته وللناس عليه اقبال عظيم لتواضعه ولطف معاملته وله من المؤلفات شرح على الكنز وحواش على شرح أشكال التأسيس وغير ذلك من التحريرات