@ 17 @ غريبة وحبب إليه الانجماع والانفراد وكان في أكثر أوقاته يأوي إلى المقابر بظاهر القلعة وباب الوزير والقرافتين وإذا غلب عليه الحال جال كالأسد المتوحش وقال رأيت النبي & وعلي المرتضى بين يديه وهو يقول يا علي اكتب السلامة والصحة في العزلة وكرّر ذلك فمن حبب إليه ذلك وكان يخبر أنه ولد له ولد فلما أذن المؤذن بالعشاء نطق بالشهادتين وهو في المهد وكانت وفاته في سنة ست وعشرين بعد الألف ودفن عند أولاده بتربة باب الوزير تجاه النظامية هكذا ذكره الإمام عبد الرؤف المناوي في طبقاته الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية وما حررته هنا منها مع بعض تلخيص وتغيير والقرافة بفتح القاف والراء المخففة وبعد الألف فاء فهاء قرافتان الكبرى منهما ظاهر ومصر والصغرى ظاهر القاهرة وبها قبر الإمام الشافعي رضي الله عنه وبنو قرافة فخذ من المعافر بن يعفر نزلوا بهذين المكانين فنسبا إليهم ولهاتين ثالثة وهي محلة بالإسكندرية مسماة بالقبيلة قاله ياقوت رحمه الله تعالى في المشترك .
المولى إبراهيم بن حسام الدين الكرمياني المتخلص بسيد شريفي ذكره ابن نوعي في ذيل الشقائق ووصفه بالتركية فوق الوصف وكان على ما يفهم منه في غاية من الفضل والكمال مشهوراً بفنون شتى معدوداً من أفراد العلماء قال وقد ولد في سنة ثمانين وتسعمائة وأخذ عن والده ثم قدم إلى القسطنطينية فاتصل بخدمة المولى سعد الدين بن حسن جان معلم السلطان ولازم منه على عادة علماء الروم وهذه الملازمة ملازمة عرفية اعتبارية وهي المدخل عندهم لطريق التدريس والقضاء ثم درس بمدارس الروم إلى أن وصل إلى مدرسة محمد باشا المعروفة بالفتحية وتوفي وهو مدرس بها وله تآليف منها تكملة تغيير المفتاح الذي ألفه ابن الكمال ونظم الفقه الأكبر والشافعية وشرحهما وله من طرف والدته سيادة وكانت وفاته في ذي القعدة سنة ست عشرة بعد الألف بعلة الاستسقاء ودفن بحوطة مسجد شريفة خاتون بالقرب من جامع محمد آغا داخل سور قسطنيطينية .
الأمير إبراهيم بن حسن بن إبراهيم الدمشقي الطالوي الارتقي الأمير الجليل فرد وقته في الكرم والعهد الثابت ووصل في الشجاعة إلى رتبة يقصر عنها أبناء زمانه وفيه يقول قريبه أبو المعالي درويش محمد الطالوي في قصيدته الرائية التي أرسلها من الروم يذكر فيها أعيان الشام