@ 16 @ الأساس مقدار ما يريدون بحيث أنهم لم يخرجوا من تحت الجدار أبداً فإن خرجوا بطل جميع العمل وينقلون التراب من السرداب إلى خارج خفيه ليخلو ما تحته ثم يملؤونه بالنفط والبارود طولاً وعرضاً ويضعون فتيلة ثخينة من القطن مقدار شبرين فيحرقون أطرافها بالنار في الخارج ويضعون فتيلة أخرى على قدرها ثم يأخذون بالساعة مقدار زمان احتراقها ليعلموا في أي وقت تصل نار الفتيلة إلى البارود تحت الأرض ثم إن العسكر يأخذون الأهبة للهجوم ويسدّون باب اللغم سدّاً محكماً خوفاً من رجوع البارود إلى خلف وعند احتراق البارود ينقلب ما فوقه من جدار أو سور أو غير ذلك فيهجم العسكر دفعة واحدة ويملكون القلعة بهذه الحيلة وهذا ما انتهى إليّ من خبره على هذا التفصيل والله أعلم .
الشيخ إبراهيم بن إسماعيل الرملي الفقيه الحنيفي المعروف بالتشبيلي كان أحد الفقهاء الأخيار عالماً بالفرائض حق العلم وله مشاركة جيدة في فنون الأدب وغيرها وكان حسن الأخلاق لين العريكة وفيه تواضع وانعطاف ولد بالرملة ونشأ بها ورحل إلى القاهرة وأخذ بها عن الإمام رئيس الحنفية في وقته أحمد بن أمين الدين ابن عبد العال والعلامة عبد الله البحراوي الحنفي ورجع إلى بلده وأقام بها يدرّس ويفيد إلى أن مات وممن أخذ عنه وانتفع به الشيخ محيي الدين بن شيخ الإسلام خير الدين الرملي والسيد محمد الأشعري مفتي الشافعية بالقدس وغيرهما وكانت وفاته بالرملة في سنة تسع وأربعين وألف رحمه الله تعالى .
الشيخ إبراهيم بن تيمورخان بن حمزة بن محمد الرومي الحنفي نزيل القاهرة المعروف بالقزاز الأستاذ الكبير شيخ الطائفة المعروفة بالبيرامية كان صاحب شأن عال وكلمات في التصوف مستعذبة وألف رسائل في علوم القوم منها رسالته التي سماها محرقة القلوب في الشوق لعلام الغيوب وغيرها وأصله من بوسنة ولد بها ونشأ متعبداً متزهداً ثم طاف البلاد ولقي الأولياء الكبار وجدّ واجتهد وصار له في كل بلد اسم يعرف به فاسمه في ديار الروم عليّ وفي مكة حسن وفي المدينة محمد وفي مصر إبراهيم وأخذ الطريقة البيرامية الكيلانية عن الشيخ محمد الرومي عن السيد جعفر عن أمير سكين عن السلطان بيرام وأقام بالحرمين مدة ثم استقرّ بمصر فأقام بجامع الزاهد مدة ثم بجامع قوصون ثم بالبرقوقية ثم قطن بقلعة الجبل فسكن بمسكن قرب سارية وجلس بحانوت بالقلعة يعقد فيها الحرير وكان له أحوال عجيبة ووقائع