@ 316 @ وبلغنى بعد ذلك انها تزوجت وولدت من فرجها قلت ومن هذا القبيل ما نقله المقريزى أنه فى أول المحرم سنة ست وسبعين وسبعمائة وقع بمصر أن الامير شرف الدين بن عيسى بن باب جكر والى الاشمونين كانت له بنت فلما بلغت من العمر خمس عشرة سنة استد فرجها ونبت لها ذكر وأنثيان واحتلمت كما يحتلم الرجال واشتهر ذلك بالقاهرة حتى بلغ الامير منجك فاستدعى بها ووقف على حقيقة خبرها فأمر بنزع ثياب النساء عنها وألبسها ثياب الرجال من الاجناد وسماها محمدا وجعله فى جملة خدمه وأنعم عليه باقطاع وشاهد ذلك كل أحد ورأيت فى الكشكول تأليف البهاء الحارثى نقلا عن حياة الحيوان عن ابن الاثير فى كامل التاريخ فى حوادث سنة ثلاث وعشرين وستمائة قال كان لنا جار له بنت اسمها صفية فلما صار عمرها خمس عشرة سنة نبت لها ذكر وخرج لها لحية قال البهاء ونظير هذا ما أورده حمد الله المستوفى فى كتاب نزهة القلوب وأورده بعض المؤرخين أيضا أن بنتا كانت فى قميشة وهى من ولايات اصفهان فزوجت فحصل لها ليلة الزفاف حكة فى عانتها ثم خرج لها تلك الليلة ذكر وأنثيان وصارت رجلا وكان ذلك فى زمان السلطان الجانبولاذ خدا بنده وذكر الاكمل أنه يعرف قصة وقعت بدمشق فى سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة وهو أنه كان بمحلة القيمرية شاب أمرد أسمر اللون يسمى على بن الرفاعى وكان يجلد الكتب ويهواه شخص يسمى عبد الرحمن بن الظنى فوقع له معه واقعة أفضى أمرها للوقوف بين يدى القاضى كمال الدين العدوى الشافعى البقاعى الحاكم خلافة بمحكمة الميدان فترجح عنده أن عليا المذكور خنثى وانه للانوثة أميل فأمر الاطباء بالكشف عليه فوجدوا له فرجا له حلمة صغيرة فوقها ثلاثة أبخاش صغار فأزالوا ذلك بالقطع فظهر تحت المحل المذكور فرج أنثى فعند ذلك حكم الحاكم الشافعى بأنوثته وسموه عليا وزوجوها بعاشقها عبد الرحمن المذكور فدخل عليها فوجدها بكرا وأزال بكارتها وحملت منه وضعت أولادا متعددة شاهد ذلك وتحققه غالب أهل دمشق انتهى وكانت ولادة الاكمل فى يوم الجمعة ثانى عشر جمادى الآخرة سنة ثلاثين وتسعمائة وتوفى نهار الاربعاء وقت الضحوة الكبرى سابع عشر ذى الحجة سنة احدى عشرة بعد الالف ودفن بمقبرة سفح قاسيون فى قبر والده .
محمد بن ابراهيم الملقب بسرى الدين الدرورى المصرى الحنفى المعروف بابن