@ 311 @ فيها من الاتراك جانب ومن الاشراف السيد ظفر بن سرور بن أبى نمى والسيد أبو القاسم بن جازان وغيرهما ثم بعد مدة وصل الشريف محسن الى البلد وأقام بها وجعل هناك رتبة وأقام عليها السيدة قايتباى بن سعيد بن بركات فلما كان آخر شعبان وصل الخبر بأن الشريف أحمد برز هو والعساكر الى جهة مكة فلم يزل يسير أيام عديدة وكان وصوله على جهة وادى مر فلما كان يوم سادس عشر شهر رمضان وصل الخبر بأنهم قاربوا مكة فبرز الشريف محسن بمن معه من الاشراف والعساكر بعد صلاة عشاء ليلة السابع عشر من شهر رمضان فالتقوا بالقرب من التنعيم فى صبيحتها فوقعت معركة وأطلق المكاحل وضربت البنادق فتوجه الشريف محسن والاشراف الى جهة الحسينية ودخل الشريف أحمد بن عبد المطلب الى مكة ضحى ذلك اليوم وهو السابع عشر من شهر رمضان والمنادى بين يديه وكان دخوله من الحجون فاضطربت الافكار وتعب الناس فأول ما بدأ به دخول المسجد من باب السلام وفتحت له الكعبة المشرفة فدخلها ثم عزم الى المحل الذى أراد السكنى به فوقع الهرج والمرج وتسلط العسكر على بيوت الناس وحصل الخوف وذهب صاحب الترجمة الى بيشه بكسر الباء وأقام بها ونزل ولده زيد على القنفده ونهب منها أموالا جمة وكاتب الامام محمد بن القاسم فعضده بابن لقمان فجهز اليهم ابن عبد المطلب جيشا من جدة الى القنفده فالتقى الجمعان هناك فكسرهم وشتت جموعهم مرات ثم أقام ابن لقمان فى عنود هو وزيد وأصحاب ابن عبد المطلب فى القنفده وتوجه الشريف محسن الى الامام فلما ورد اليه أكرمه أحسن اليه وأقام عنده أياما ثم توجه الى صنعاء يريد التنزه بها فاخترمته المنية بمحل يسمى غربان وحمل الى صنعاء ودفن بها وكانت وفاته فى خامس شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وألف ويقال انه مات مسموما وكانت مدة ولايته ثلاث سنين وثمانية أشهر ونصف ولعلماء عصره وشعرائه فيه مدائح كثيرة يتناقلها أدباء مكة .
محمد بن ابراهيم المدعو ببديع الزمان الفاسى كان فاضلا لسنا فصيحا وشاعرا عربيا له نظم رائق ونثر فائق مشتمل على المعانى الحسنة والنكات البديعة وكان حسن الايراد مقبول الانشاد مع ما فيه من رقة الحضارة ودقة البداوه رحل من المغرب الى المشرق وجال فى البلاد ودخل قسطنطينية الروم فى سنة احدى وألف واجتمع بعلمائها وقد ذكره أبو المعالى الطالوى فى ساعاته وأثنى عليه كثيرا وذكر