@ 310 @ وطلبوا العفو والمسامحة بما صدر منهم من العصيان فعفا عنهم ثم توجه الى ناصرة ونزل بمكان يقال له ميسان من وادى مخرا وأمر الجند بخراب ديارهم لامتناعهم من الدخول تحت طاعته فأخربوا بعض القرى وقتلوا منهم نحو خمسة وأربعين رجلا ثم رجع عنهم ولما فارقه السيد مسعود وعبد الكريم ابنا ادريس وغيرهما جمعوا من أعراب نجد بعض القبائل من سبيع ومطير وعدوان فكان سبب خروج الشريف محسن اليهم فالتقوا بمحل معروف فطرح الشريف مسعود ضربه الشريف محسن بالسيف فأطار السيف من يد مسعود وطرحه فاستنخاه فمن عليه الشريف محسن وأطلقه وقيل ضرب مسعود حتى ملئ جراحة وتهبر ولم يعرض عنه الا بعد أن لم يشك فى موته وانهزم من كان معه وبقى هو وتفرقت جموعهم ثم أخذ الشريف مسعود وعولج فقطبت جراحاته وجبر ما تكسر منه فعوفى وعاش الى أن ولاه مكة قانصوه باشا بعد قتله للشريف أحمد بن عبد المطلب ولما كان فى آخر صفر سنة سبع وثلاثين وألف وصل الوزير أحمد باشا متوليا الجهات اليمنية فلما وصل الى محاذاة جدة بحيث يراها انكسرت سفينته وغرقت أمواله فنزل الى جدة وأرسل اليه الشريف محسن بهدية ثم نزل اليه الشيخ عبد الرحمن المرشدى بمكاتيب منه وأقام عنده أياما ثم طلب الاعانة من الشريف محسن فشرع فى تدبير مال له فلما أن كان فى أثناء ذلك وصل الخبر الى مكة أن أحمد باشا المذكور سجن القائد راجح بن ملحم الدويدار حاكم جدة ومحمد بن بهرام الشريفى أحد خدام الشريف محسن وكان أرسله الشريف الى جدة بمكاتيب اليه فأرسل الشريف حينئذ الشيخ عبد الرحمن قره باش الواعظ الرومى الى جدة لينظر فى هذا الامر فلم ينتج شيئا فلما كان ليلة غرة شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة وصل الخبر بأنه صلب راجح المذكور وأنه ولى السيد أحمد بن عبد المطلب وكان فى هذه المدة يتردد اليه فحصل حينئذ اضطراب وقال وقيل فبعد مدة وصل خبر وفاة أحمد باشا وأنه نودى بجدة للشريف محسن ففرح الناس بذلك كثيرا ففى ثانى يوم ورد الخبر بأن الامر عاد الى ما كان وأنه نودى للشريف أحمد بجدة فبعد مدة برز الشريف محسن بعساكره وجنوده ونزل بومح اسم ماء بقرب جدة ووقعت هناك فتنة بموجب أن الاتراك خرجوا لاخذ غنم ترعى فى تلك الجهات فوصل الخبر للشريف محسن فركب ومعه الاشراف والاجناد فوقعت ملحمة عظيمة قتل