@ 287 @ الجماعات حتى عمرت المساجد فى زمنه ونسى اسم الخمر وكان يسعى على قدمه الى الجوامع للصلوات وكان زمانه زمان خصب وخير رخصت فيه الاسعار وكثرت الامطار وحصل الامن فى الطرقات ولما وصل الخبر اليه ان بلاد اليمن قد وجهت للوزير حيدر باشا نهض قبل مجيئه بسبعة أشهر خوفا أن يقع فى جانبه كما وقع على من تقدمه من الحكام وخاف من عاقبة هذا الامر أن يكون سببا لخراب البلاد فلم يملك نفسه فى التربص والتوقف مع علو صيته وبطشه فى الحروب حين كان فى اليمن بل شمر ونهض معلنا انه يريد أن يطوف فى ولاية اليمن وقد فعل قبل ذلك ليكون سبيلا لمثل ذلك وان مراده اظهار العدل والانصاف ولاجل قمع شوكة الفرنج الذين تسلطوا على المراكب فى البحر وكان خليقا بهذا الامر لولا استعجاله بالنهوض وباطنه بخلاف ما أظهر فانه أضمر فى نفسه الخلوص من اليمن قبل أن يحصل له فتنة فكان خروجه من صنعاء فى حادى عشرى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وألف فوصل الى أبى عريس وهى انتهاء حد ولاية اليمن وذلك فى شعبان من السنة المذكورة فانتقل الى رحمة الله تعالى فلما صارت البلاد خالية ممن يدعى الملك نهض الامير محمد بن سنان باشا وقد أدركه العجب بحب الرياسة والملك اعتمادا منه على أحواله بالقوة الظاهرة وأظهر أنه يريد حفظ الخزانة التى خلفها المذكور وقد رجع كتخدا الوزير فضلى باشا بالخزينة والعساكر حين وصل اليه المقر الكريم الامير خضر لاجل ازعاجهم ممن هو قائم بالامر فحين التقوا فى مرجعهم بالامير محمد قبض على الخزائن ونكل السكتخدا المذكور وسائر أتباع الوزير بأشد النكال وصادرهم وكاد يبوح بالاستقلال فلما ركب فى غير سرجه ودرج فى غير برجه أحاطت به النحوس من كل جانب ولما استقر فى مدينة زبيد فى جمع عظيم وقد اشتهر من الاراجيف ان الحاكم المتعين لليمن حصل عليه أمر فى البحر ووردت بعد ذلك اخبار وصوله الى بندر جدة مع رجل من أتباعه فحينئذ ظن الامير أن خروج صاحب الامر من بندر البقعة يقرب زبيد وتطايرت الاخبار الى الوزير ببعض حركته فعدل الى طريق بندر المخا فكان خروجه الى البنرد المذكور يوم الجمعة غرة شهر ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين وألف فحين خرج من البحر أرسل الى الامير أن يصل اليه فلما وصل قابله فيما طلبه من الاسعاف فلما تمكن أمر بقطع رأسه فقطع فى يوم الاثنين ثالث ذى الحجة سنة ثلاث وثلاثين وألف