@ 240 @ العام وهو سنة احدى عشرة بعد الالف بمكة ثم جهز له أبوه جمالا وتختروان وزادا وبعث ذلك مع أخيه الشيخ سعد الدين بحيث انه كان قد ختم باب التخت ولم يركب فيه أحد بل كان يحمله بعيران فارغا حتى رجع فيه الشيخ عيسى ثم لم يمكث عند أبيه برهة حتى سافر الى مصر مغاضبا لابيه فتوفى بها وكانت وفاته ليلة الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الثانية سنة تسع عشرة وألف عن نيف وأربعين سنة .
عيسى بن محمد بن محمد بن أحمد بن عامر جار الله أبو مكتوم المغربى الجعفرى الثعالبى الهاشمى نزيل المدينة المنورة ثم مكة المشرفة امام الحرمين وعالم المغربين والمشرقين الامام العالم العامل الورع الزاهد المفنن فى كل العلوم الكثير الاحاطة والتحقيق ولد بمدينة زواوة من أرض المغرب وبها نشأ وحفظ متونا فى العربية والفقه والمنطق والاصلين وغيرها وعرض محفوظاته على شيوخ بلده منهم الشيخ عيد الصادق وعنه أخذ الفقه ثم رحل الى الجزائر وأخذ بها عن المفتى الكبير الشهير الشيخ سعيد قدورة وحضر دروسه وروى عنه الحديث المسلسل بالأولية والضيافة على الاسودين الماء والتمر وتلقين الذكر ولبس الخرقة والمصافحة والمشابكة ولازم دروس الامام الشهير والصدر الكبير أبى الاضلاع على بن عبد الواحد الانصارى السجلماسى مدة تزيد على عشر سنين فشارك ببركته فى فنون عديدة وأخذ عنه صحيح البخارى الى نحو الربع منه على وجه من الدراية بديع التزم الكلام فيه على أستاذه يتعريف رجاله من ذكر سيرهم ومناقبهم ومواليدهم ووفياتهم وما فى الاسناد من اللطائف من كونه مكيا أو مدنيا وفيه رواية الاكابر عن الاصاغر والصحابى عن الصحابى ونحو ذلك وعلى متنه بفسيره غريب وبيان محل الاستدلال منه ومطابقته للترجمة وما يحتاج اليه من اعراب وتصريف وما فيه من القواعد الاصولية وما يبنى عليها من الفروع والالماع بما فيه من الاشارات الصوفية وغير ذلك مما يبهر العقول وسمع عليه جميع الصحيح غير مرة على طريق مختصر بين الدراية والرواية وسمع عليه طرفا من الشفاء تفقها فيه بمراجعته شروحه التلمسانى والدلجى والشمنى وغيرهم وأخذ عنه فى علوم الحديث الفية العراقى تفقها فيها وفي شرحها للمصنف وشيخ الاسلام وفى الفقه جميع مختصر خليل تفقها فيه بمطالعة شروحه بهرام والتتائى والمواق وابن غازى والحطاب وغيرهم والرسالة الى نحو النصف منها تفقها فيها كذلك بمراجعة شروحها الجز ولى وأبى