@ 12 @ وصلحائه فرأى منه فطنة وذكاءا فخطبه للاشتغال ورغبه فيه وقرأ عليه الحاوي الصغير في التقسيم وأذن له بعد بيسير في التدريس بحيث عرف به وكذا قرأ ألفية النحو على أبي علي الناصري المؤدب وانتمى إليه جماعة من فقراء الناس وكان يحلق بهم لاقرائهم مديما لذلك ثم صاهر التقى القلقشندي على ابنته ولكنه قبل البناء بها قدم القاهرة ساعيا في مشيخة صلاحيتها بعد تنافسه مع ابن جماعة فلم ينتج له أمر ولزم من ذلك إقامته فيها فتضررت الزوجة وأهلها لذلك وأرسلوا في تخييره بين الطلاق أو المجيء للدخول وساعدهم الأمير أزبك الظاهري حتى علق طلاقها على مضى مدة إن لم يتوجه إليهم قبل انتهائها وتوجه ودخل بها واستولدها وماتت تحته فورثها وعاد إلى القاهرة وحج ودخل الشام وغيرها وراج أمره بذكائه وتعبيره عن مراده وأقرأ الطلبة في فنون وأخذعنه غيرواحد من الأعيان لكنه كثر انتماء الأحداث إليه وأكثر هو من التبذير والإنفاق عليهم وعلى من لعله يجتمع عليه حتى افتقر بعد المال الكثير وصار ينتقل من مكان إلى مكان لعجزه عن أجرته ومن قرية لأخرى لاشتهار أمره عند أهل الأولى مع كتابته على الفتاوي بل ربما قصد في ترتيب ما ينشأ عنه الوصول للمقاصد مما قد لا يكون مطابقا للواقع وقد يأخذ الجعالة في كليهما مما يحمله عليه شدة الفقر والتساهل وهو ممن له اليد الشلاء في الكنيسة ولا زال في تقهقر حتى مات في يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة سنة خمس وثمانين بحارة بهاء الدين لكونه كان قد سكن بيت الصلاح المكيني فيها سامحه الله وإيانا . .
إبراهيم بن أحمد بن حسن بن الغرس خليل بن محمد بن خليل بن رمضان بن الخضر بن خليل بن أبي الحسن برهان الدين أبو اسحاق بن الشهاب أبي العباس بن البدر أبي محمد .
التنوخي الطائي العجلوني ثم الدمشقي الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن الغرس . ولد على رأس القرن تقريبا ولازم ابن ناصر الدين فأكثر عنه وكذا سمع على الشمس محمد ابن محمد بن محمد بن المحب الأعرج والشرف عبد الله بن مفلح سنن ابن ماجه وعلى لطيفة ابنة الأياسي جزء ابن عرفة بحضورها له في الثالثة على زينب ابنة ابن الخباز في آخرين وارتحل صحبة شيخه إلى حلب فسمع بها من الحافظ البرهان سبط ابن العجمي وببعلبك من التاج بن بردس ولقى شيخنا في سنة أحد فقرأ عليه بظاهر بلسان