@ 271 @ يركب ومعه جمع كثيرون مع إن ذلك إنما وقع بالإذن له فيه للزيارة ونحوها ولم يلبث أن فرج الله عنه وأحضره الأشرف في سنة إحدى وستين بسفارة الجمالي ناظر الخاص وخوند البارزية واستعمال ابن السلطان وخوند في ذلك واختص بابن السلطان حتى كان يركب معه للصيد إلى أن أنعم عليه بعد قليل في التي تليها بأمرة عشرة جيدة بعد موت جانم الأشرفي البهلوان ، واستمر في الترقي إلى أن صار أحد المقدمين فلما أن قتل الظاهر خشقدم عظيم الدولة جانبك الدوادار وتنم كان من جملة المقدمين الذين سيرهم إلى الإسكندرية فقام الأشرف قايتباي وهو إذ ذاك شاد الشربخانات في مراغمته حتى جيء بهم قبل استيفائهم في المحل المأمورين بالتعويق فيه نصف يوم فأقل ، وعاد صاحب الترجمة في أوائل سنة ثمان وستين على تقدمته فلم يلبث إلا يسيرا واستقل حاجب الحجاب في تاسع جمادى الأولى منها بعد انتقال بردبك الجمالي الظاهري عنها لنيابة حلب وتعزز زائد منه فدام فيها قليلا ثم نقل إلى رأس نوبة النوب عوضا عن تمربغا في أواخر رمضان من التي تليها ثم في ذي الحجة سنة سبعين تزوج بابنة أستاذه الثانية التي كانت زوجا لجانبك الطريف بعد وفاته وأمها أم ولد تعرف بالقرقماسية نسبة للأتابك قرقماس الشعباني واستولدها عدة كالتي صاهر أمير اخور قانصوه خمسمائة عليها لم يتأخر له منها بعد طاعون سنة سبع وتسعين فلما كان في أواخر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين أرسله الظاهر بلباي لنيابة الشام عوضا عن برد بك البجمقدار المتخلف عند سوار وما كان بأسرع من استقرار الأشرف المشار إليه في المملكة فرسم بإحضاره وكان وصوله في عشري صفر من التي تليها وارتجت الديار المصرية لذلك حتى كان لقدومه من السرور ما لم يعهد نظيره غالبا وبرز الأكابر والأعيان فمن يليهم لملاقاته إلى قطيا فما فوقها ودونها بل نزل إليه السلطان الزبدانية ليلا وابتهج به أتم ابتهاج وجلس معه ساعة بل ووضع بين يديه النمجاة وقال له أنت أحق مني فدعا له واستقر به في الأتابكية عوضا عن جانبك قلقسين لتخلفه في القبض عليه عند سوار وبالغ الأمير في الامتناع لكونه حيا ورسخت قدمه فيها وتكرر سفره قبل ذلك وبعده للبحيرة لعمل مصالحها غير مرة وللقبض على الأخذ لملاقاة الحجيج في سنة اثنتين وسبعين وللتجار يدمرارا متعددة وكذا للحج وأعظم حجارته التي في سنة تسع وسبعين فإنه برز من القاهرة في ثالث شوال وبدأ بالزيارة النبوية وأقام بها خمسة أيام ثم كان وصوله لمكة في تاسع عشر ذي ) .
القعدة ودام بها نحو شهر وظهر من مكة في منتصف ذي الحجة بعد المحمل ، ودخل القاهرة يوم