@ 281 @ وما والاها فتدرب به بحيث أنه لما انتقل الأمر لولده إسكندر صار المرجوع في ضبط أمور الزوج إليه مدة ثم لما قارب العشرين انتقل مع عمته إلى الديار المصرية فوصلها ثاني سني الأشرف فنزل في طبقة القاعة ثم في طبقة المقدم سنة ثلاث وثلاثين مع خشقدم اليشبكي إذ صار مقدم المماليك وحج معه حين كان أمير الأول ثم مع قانم التاجر حين تأمر على المحمل بل كان في الركاب سنة آمد فوردت مطالعة من إسكندر بن قرا يوسف فلم ينهض أحد لقراءتها فأرشد الكمالي بن البارزي إليه لعلمه بتقدمه في قراءة المطالعات الواردة من الروم والتتر والعجم والهند ومعرفته بألسنتها وبالتركي والعربي فقرأها واستقر من ثم في قراءة المطالعات الواردة عنهم بل رام أن يقرره أحد الدوادارية لأجل القراءة فلم يتهيأ ، ثم بعد دهر استقر به الأشرف قايتباي في المهمندارية الكبرى بعد موت تمرباي التمرازي في سنة أربع وسبعين نقلا له من المهمندارية الأولى مضافا لما معه من قراءته المطالعات لسابق اختصاص به حين الأمرة كما اختص بغيره من الأمراء كقانم بل اختص قبل ذلك وبعده بالخطيب أبي الفضل النويري وبالسيد العلاء ابن السيد عفيف الدين ونحوهما ، وسمع ختم البخاري بالكاملية بقراءة الديمي على عدة شيوخ وتكلم في أشياء كوقف الحاجب ونحوه ، وعظم اختصاصه بيشبك من مهدي ووسع داره بل وجدد مسجدا بقربه وعمل علوه بيتا أسكن به الزين السنتاوي وسبيلا بجانبه وسلك في أموره طريقا وسطا بل دونه وتمول جدا فيما يظهر سيما وهو في الإمساك بمكان وأظهر التأدب والتواضع والكلام المفارق للفعل بحيث صار في جل ما يبديه توقف ، وكثر تعلله بأعضائه وتناقصت حركته وهو مستمر على المهندارية والقراءة ، وزار بيت المقدس وترقى في جبذ القوس والثقيل والرمي ومعرفة فنون الرمح علما وعملا والصراع وتراتيب المملكة وترتيب العساكر بحيث انفرد في ذلك وعمل درجا في ترتيب خروج الملوك وإطلابها وعساكرها إلى الأسفار من تجاريد وغيرها أوقفني عليه . .
1105 يعقوب شاه الكمشبغاوي الظاهري برقوق . / رقاه أستاذه حتى قدمه وعمله حاجبا ثاني ثم بعده كان ممن انتمى لأيتمش ، وآل أمره إلى أن قتل بقلعة دمشق في منتصف شعبان سنة اثنتين وقد ناف على الثلاثين ، وكان تركيا شجاعا مقداما جميل الصورة أبيض حسن القامة رضي الخلق فهما ذكيا فصيحا حسن المشاركة مولعا بجمع الكتب النفيسة وغرائب الأشياء . ) : : : .
1106 يعقوب بن إبراهيم ويعرف بأبي الحمد . / كان مقيما بقرية التنضب