@ 272 @ تكملته لشرح الهداية وعند شيخنا والمحب بن نصر الله في آخرين ، وحج غير مرة أولها في سنة خمس وعشرين وآخرها وهو في الدوادارية صحبة ولده أمير الركب الأول ، وكان أميرا حسنا يفهم كثيرا من مسائل العلم ويستحضر أشياء مع الدين والتواضع المفرط والهضم لنفسه بحيث يمنع من يطريه أو يبالغ في مدحه والرغبة في لقاء العلماء والفضلاء والمذاكرة معهم والتنويه بذكرهم وحسن الاعتقاد والتصدق باليسير والقانون المتوسط بل دون ذلك في ملبسه ومركبه وسائر أحواله والهمة مع من يقصده بحيث يفضي به إلى التعصب الذي ربما ينقمه عليه الأخيار وما أظن به تعمد القيام في باطل ، هذا كله مع تقدمه في الفروسية والرماية وكونه ممن أحكم الأمور بالتجارب . وبالجملة فقد كان ينطوي على محاسن جمة وما أعرف خلف في أبناء جنسه مثله رحمه الله وإيانا . .
1077 يشبك من مهدي الظاهري جقمق ويعرف بالصغير . / كان ممن حج في سنة إحدى وخمسين هو وجماعة من إخوته كتغرى بردى القادري صحبة أمير الأول الطواشي عبد اللطيف مقدم المماليك واغاة طبقتهم واتفق في تلك السنة تناوش بعرفة بين جماعة الشريف والعرب الجالبين للغنم فكان فيما قاله لي ممن حجز بينهما بعد قتل جماعة من الطائفتين ) .
أكثرهم من العرب واستفتى القاضي سعد الدين بن الديري وكان قد حج في تلك السنة عن تحركهم للقتال في هذا اليوم فأفتاهم بما خفف به عنهم وبعد انتهاء الوقوف قال أنه وجد أعجميا أو نحوه وهو يبكي وينتحب ويلتمس من يرجع معه لعرفة ليأمن على نفسه في أخذ ما كان ستره من ماله بالأرض حين الوقعة خوفا عليه ويكون له النصف منه وأنه توجه في طائفة معه حتى أخذه وهو شيء كثير وأنهم سمحوا له بما وعدهم به فلم يأخذوا منه شيئا فالله أعلم ثم كان ممن قام بحفظ السبيل في دولة ابن أستاذه بل هو أنهض القائمين بذلك وأبدى حينئذ من الفروسية والشجاعة ما ذكر به من ثم ولذا كان ممن أمسك في أول ولاية الأشرف إينال ثم نفي إلى قوص ثم أعيد وصار بعد أحد الدوادارية الصغار وصاهر الأمين الأقصرائي على ابنة أخته أخت الإمام محب الدين ثم أرسله الظاهر خشقدم في أول سنة إحدى وسبعين كاشف الصعيد بأسره ونائب الوجه القبلي بكماله إلى أسوان بعد أن كانت هذه النيابة متروكة مدة وأنعم عليه معها بأمرة عشرة فباشر بحرمة وافرة بحيث مهد البلاد وأبطل أجواق مغاني العرب التي جرت عادة الكشاف باستصحابها معهم وجرت هناك حروب وخطوب بينه وبين عرب هوارة وأنكى فيهم وجرح بل اشرف على التلف ، وعين الظاهر