@ 271 @ شبين القصر ثم لما استقدم ولدا لابن أخيه من بلاده واشتراه طلع به إليه لينزله في المماليك الكتابية فرقاه عن ذلك إكراما لعمه وقرر له ألفين والعليق وتوابعهما بل قرر لولده يحيى سبط المؤيد مثله وسافر في أيامه غير مرة لغزو الفرنج وظهرت كفاءته وفروسيته وكذا سافر بعده للجون غير مرة وفي عدة تجاريد وغيرها واختص بالجمالي ناظر الخاص وانتفع الناس بسفارته عنده ، ولا زال على إمرته دولة بعد أخرى إلى أن استقر خجداشه الظاهر خشقدم فقدمه في سنة ست وستين ثم عمله دوادارا كبيرا بعد قتل جانبك الجداوي فكانت ولايته من التنفيسات وباشرها حتى كانت الوقعة التي خلع فيها الظاهر بلباي وتسلطن تمربغا واجتمع عنده كثير من المقدمين وغيرهم من الكبار والصغار بقصد القيام بنصر بلباي وساعدهم غيرهم ووقع الحرب ولم ينحز كهو لقتال بل صار يسوف بطالبه منه وقتا بعد وقت لعدم ميله إلى الشر وحسبان العواقب الأخروية وإلا فلو وافقهم على ما راموه منه لبلغوا قصدهم ثم لم يلبث أن تسحب فلم يعرف أين توجه ونهب بيته ، واستقر في المملكة تمربغا فقرر عوضه في الدوادارية خير بك ثم ظهر صاحب الترجمة بعد أيام في بيت الأتابك قايتباي فشفع فيه ليتوجه لبيت المقدس بطالا ثم حول إلى دمياط وأقام بها إلى أن أنعم ) .
عليه الأشرف قايتباي بالعود إلى الديار المصرية بعد موت ولده فأقام بها بطالا إلى أن مات بعد توعكه مدة طويلة وتحوله بسببه لبيت منصور بن صفي المجاور لربع قانم من بولاق في يوم السبت سادس عشرى ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وحمل في محفة وهو ميت لبيت أزدمر المسرطن زوج ابنته بقناطر السباع وجهز وصلى عليه في سبيل المؤمني بحضرة السلطان والأربعة وجمع جم ثم دفن بتربة تجاه صهريج منجك فيها قبور أولاده ، وكان قد لازم الاشتغال بالفقه والقراآت والحديث فكان ممن يتردد إليه أياما في الأسبوع البدر بن عبيد الله بحيث قرأ عليه الهداية وغيرها والشهاب الحلبي الضرير المقرئ بحيث قرأ عليه عدة قراآت نظرا في المصحف وكذا ابن أسد وغيره من القراء وكاتبه فقرأ على بعض البخاري وغير ذلك بل وسمع من لفظي قديما القول البديع من تصانيفي بتمامه واغتبط به ، ثم بعد عوده من دمياط في أيام بطالته سمع من لفظي أيضا ارتياح الأكباد وكذا اليسير من القول التام في فضل الرمي بالسهام وغيرها وكان يقول لا أزال أقرأ عليك حتى ألقى الله وأنا طالب علم ، بل قد لقي قديما بالقاهرة وبيت المقدس الشمس ين الديري وسمع كثيرا من مجالسه ثم حضر عند والده القاضي سعد الدين وحصل