@ 24 @ تعالى يغمره بجزيل بره في سائر أوقاته ويعصمه بالسداد في حركاته وسكناته ويبوئه من الفردوس الأعلى أعلى درجاته بمحمد وآله وأصحابه وأزواجه وذرياته . .
وأوحد أهل الأدب الشهاب بن صالح فقال في كلام له : هو الحافظ الذي تمكن من الحديث دراية ورواية فاطلع وروى وتضلع وارتوى وأعان نفسه نفسه حيث طال فطاب على غوص ذلك البحر ولنعم المعين وأمده مديده بالجوهر الثمين فحبذا ابن معين جمع ما تفرق من فنون الاصطلاح فحكى ابن الصلاح بل أربى بنخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر بل جلى كعبة فضل لو حجها أبو شيخه تهيب النطق حتى قيل ذا حجر فكأني عنيته بقولي في شيخه شيخ الحديث قديما إذ نثرت عليه عقد مدحي نظيما : ) % ( وقد حفظ الله الحديث بحفظه % فلا ضائع إلا شذى منه طيب ) % ومازال يملأ الطرس من بحر صدره لآليء إذ يملي علينا ونكتب جعل الله تعالى مصر به موطنا لهذا العلم حتى تصاهي بغداد دار السلام وأثابه في الأخرى جنة النعيم دار السلام ورفع بها درجاته عدد ما كتب وسيكتب في الصحف المكرمة من الصلاة على الحبيب الشفيع والسلام . .
والإمام المحب بن القطان فمن قوله : يا له من ندى نديم يجود على السائل بالعوم التي يبخل بمثلها ابن العديم لو رآه الخطيب أو ابنه لضربا بالسيف منبر تاريخهما إعراضا ولسكنا عن كشف حال الرجال أعراقا وأعراضا جاب بالبلاد وجال واقتحم المهامه ولم يخف إلا وجال وجد في الرحلة آخذا من تقلباتها بالدين المتين ماشيا في جنباتها عندما سمع قوله : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين مقبلا تارة بإقباله ومتصلا تارة بجبهة مغرى بجمالها حال اتصاله واطئا بعزمه فروج الثرى راغبا في قول القائل عند الصباح يحمد القوم السرى مستولدا من جنات جنان فوائد الموائد جنينا شاربا من ماء حبات هبات هباته كيما يحيا معينا دخل دمشق الشام دار ابن عامر فأحيا الذاكر بعد أن أمات ذكر ابن عساكر ولما قدم من حلب أغنى باطلاعه عن مطالعة الدر المجتلب فلله دره من حافظ رقي بسعيه وطوافه بزماننا هذا أسنى المراقي وأبان بمرامز إشاراته ما طواه بعد النشر الحافظ ابن العراقي .