@ 23 @ بالحديث النبوي الإجماع وأنه في كثرة اطلاعه وتحقيقه لفنونه بلغ ما لا يستطاع ودونت تصانيفه واشتهرت وثبتت سيادته في هذا الفن النفيس وتقررت ولم يخالف أحد من العقلاء في جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو المرجوع إليه في التعديل والتجريح والتحسين والتصحيح بعد شيخه شيخ مشايخ الإسلام ابن حجر حامل راية العلوم والأثر تغمده الله بالرحمة والرضوان وأسكنه فسيح الجنان والله أسأل وله الفضل والمنة أن يحفظ ببقائه هذه السنة ويزيده علوا ورفعة وسموا ) .
ويتم عليه بمزيد الأفضال والنعم ويبقيه لإرشاد المبتدعين فهداية رجل واحد خير من حمر النعم وينفع ببركته ومحبته آمين . .
والعلامة فريد الأدباء الشهاب الحجازي فكان مما قاله : الإمام العلامة حافظ عصره ومسند شامه ومصره هو بحر طاب موردا وسيد صار لطالبي اتصال متون الحديث على الحالين سندا بل هو لعمري عين في الأثر وما رآه أحد ممن سمع به إلا قال قد وافق الخبر الخبر لقد أجاد النقل من كلامي الله ورسوله القديم والحديث وسارت بفضله الركبان وبالغت بالسير الحثيث فلو رآه صاحب الجامع الصحيح رفع مناره وقدمه للإمامة وقال هذا مسلم على الحقيقة وزاد في تعظيمه وإكرامه ولو أدركه الحافظ الذهبي لم يتكلم معه إلا بالميزان أو البرهان القيراطي لرجح ما قاله وعلم أن بلدته قيراط بالنسبة عند تحرير الأوزان ولو لحقه المزي ولى هربا بعد ما لم أطرافه أو عاينه صاحب الذيل ملأ ردته من هذه الفوائد التي ليس لها بها طوق وطلب إسعافه نعم هو المأمول في الشدة والرخا والمليء من الفوائد والسخي بها ولا بدع إذ هو من أهل سخا . .
والأستاذ شيخ الفنون في وقته التقي الحصني الشافعي فقال إنه أصبح به رباع السنة المصطفوية معمورة الأكناف والعرصات ورياض الملة الحنيفية ممطورة الأكمام والزهرات قد صعد ذرى الحقائق بأقدام الأفكار ونور غياهب الشكوك بأنوار الآثار ، قارع عن الدين فكشف عنه الفوارع والكروب وسارع إلى اليقين فصرف عنه العوادي والخطوب وإذا قرع سمعك ما لم تسمع به في الأولين فلا تسرع وقف وقفة المتأملين وقل للمعاند فائت بمثله إن كنت من الصادقين فالله