@ 197 @ ذي الحجة سنة خمس وسبعين وثمانمائة وأمه نور الصباح الحبشية فتاة أبيه ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج والألفية وجمع الجوامع وسمع على أبيه وحضر دروس أخيه الجمالي وكذا حضر في الإرشاد عند السيد الكمال بن حمزة حين جاور في سنة سبع وتسعين وقرأ علي في البخاري بعد أن سمع علي في حياة أبيه وبعده أشياء وعلى أعيان في العربية والصرف والأصول . .
أحمد بن إبراهيم بن علي الفقيه أبو العباس العسلقي نسبة إلى العمالق طائفة من العرب اليماني اشتغل بالعلم وتفقه بأبيه وبرع في الفقه وغيره من العلوم واشتهر بذلك ذكره الأهدل في تاريخه وقال كان فقيها مجودا للفقه نحويا لغويا مفسرا محدثا والغالب عليه الفقه والحديث والتفسير أخذه عن ابن شداد بزبيد وله معرفة تامة بالرجال والتواريخ والسير ويد قوية في أصول الدين وله قصيدة حسنة رد بها على يهودي في مسألة القدر وأخرى أكثر من ثلثمائة بيت في الرد على من يبيح السماع وكان دأبه تدريس الفقه وإسماع الحديث وملازمة الجماعة في المسجد والتلاوة من ثلث الليل الأخير سريع الكتابة مع جودة الخط يقال أنه كان ينسخ في اليوم أربعين ورقة متجردا من أشغال الدنيا عاكفا على العلم والتحصيل صاحب نور وهيبة ويقال أنه كان يعرف الاسم الأعظم . مات سنة ست عن ست وثمانين وقد كف بصره ومع ذلك فلم يترك صلاة الجماعة في المسجد رحمه الله . .
أحمد بن إبراهيم بن عمر بن علي الشهاب أبو الفضل بن البرهان المصري ويعرف بابن المحلى التاجر الماضي أبوه قال شيخنا كان شابا حسنا كريم الشمائل خفيف الروح وقال في أبيه منه أنه بلغ الغاية في المعرفة بأمور التجارة ودخل اليمن وكان بها حين وفاة أبيه بمصر . .
مات بعد أبيه بيسير بمكة في أواخر ذي القعدة سنة ست . وذكره التقي الفاسي في تاريخ مكة ) .
فقال : كان وافر الملاة إلى الغاية خبيرا بالتجارة وفيه انفعال للخير وكان صاحبنا الحافظ شهاب الدين بن حجر يحضه عليه لمكانته عنده وجرت له على يده صدقات وكان يثني عليه بالعفة وهي عجيبة من مثله وكان مبتلي بعلة الصرع وبها مات في ليلة الأربعاء خامس عشري ذي القعدة عن ست وعشرين سنة بعد قدومه من اليمن باربعة أيام وكان طلب منه ليفوض له أمر المتجر السلطاني بمصر بعد موت أبيه فسبقت المنية . .
أحمد بن إبراهيم بن عيسى الشهاب بن البرهان القرشي ويعرف بابن البرهان ولي قضاء القصير وغيره من عمل دمشق ثم قضاء صفد مرارا وتوفي بها في يوم الجمعة