@ 237 @ ميله كان في العبادة أكثر من الإقراء وصار شيخ البلد بدون مدافع لمتين ديانته ومزيد ورعه وتقشفه في مأكله ومشربه ومسكنه وسائر أحواله وتقنعه باليسير وانعزاله عن بني الدنيا بل وعن أكثر الناس إلا من يفيده وسلامة صدره ومزيد صمته وبشاشته وطلاقته ووفور عقله وحسن فطرته ومشيه على قانون السلف ممن جمع بين العلم والعمل والزهد ولم يكن يكتب على فتيا تورعا وما علمت بعد ابن رسلان بتلك النواحي مثله ولذا قال العز القدسي : لا أعلم ببيت المقدس وغيرها من يستحق الصلاحية بشرط الواقف سواه ، وكان الشهاب بن المحمرة كثيرا ما يقول : الصلاح عبارة عن اثنين صامت ومتكلم فشار ويشير إلى أن الصامت صاحب الترجمة ، وقد لقيته ببيت المقدس وانتفعت بدعائه ورؤيته وقرأت عليه جزءا . مات بعد أن اعتراه ضيق النفس مدة في يوم الأربعاء سابع عشر ربيع الأول أو قبيل العشاء من ليلة الأربعاء سلخ ربيع الآخر سنة ست وستين ودفن بمقبرة باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى وكانت جنازته حافلة ولم يخلف بعده هناك في طبقته مثله رحمه الله ونفعنا به وقد أنشد البرهان العينوسي الكتبي به : % ( ألا من كان يبغي نيل علم % فلا ينفك طول الليل ساهر ) % ) % ( ومن يطلب عروس العلم تجلى % فإن الشيخ زين الدين ماهر ) % وكتب الزين عبد الرحمن القرشي لغزا في ماهر وأرسل به إلى الهائم من غير أن يعلم مضمونه وقد أجاب عنه بعد دهر أبو اللطف بما لا أطبل بإيرادهما . .
مبارك شاه السمرقندي العجمي والد كيلان الماضي قاصد شاه رخ بن تمرلنك إلى الظاهر جقمق ، بغته الأجل بغزة قبل وصوله القاهرة في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وهو كهل ثم جيء بعد بولده وهو ميت ونقل هذا معه إلى بيت المقدس فدفنا به كما تقدم في كيلان ويقال أنه كان عاقلا سيوسا ذا تؤدة وحسن سمت وله طلب وأدب . رحمه الله . ذكره المقريزي باختصار عن هذا . .
مبارك شاه الظاهري برقوق . كان من أتباعه أولا فلما تسلطن قربه ثم ولاه الحجوبية ثم الوزارة ثم استادارية وغيرها من الوظائف ككشف الجيزية رواية الوجه القبلي ثم نكبه ، ولزم داره حتى مات في رمضان سنة ست عشر . ذكره العيني وغيره . .
مبارك شاه نائب القدس ، له ذكر في أحمد بن حسين بن علي أبي البقاء الزبيري . .
مبارك بن أحمد بن قاسم الدويد . مات في صفر سنة خمس وأربعين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها .