@ 203 @ والتهديد والتمهيد والإرشاد والإبعاد والتلبث والتثبت برأيه وتدبيره وسعيه وتقريره مع الحرمة الزائدة والهمة للتب بالشهامة شاهدة والخضوع لمن يعتقد فيه العلم والصلاح ، والرجوع لمن لعله يستند إليه بالارتياح وعدم التفاته لجل الشفاعات وتخيلاته من تلك المعارضات والمدافعات . بل كلامه هو المقبول وملامه لا يدفع بمعقول ولا منقول وحدوده ماضية الإبرام ونقوده دفعها لا يرام ، ولذا خافه كل أحد وأحجم ووافاه العظماء فضلا عمن يليهم بالاسترضاء والخدم والتفت للمشي في الجوامك والرواتب ونحوها على العوائد المؤيدية ثم الأشرفية مع إنصافه للعارفين بأنواع الفروسية ومن به النهضة في كل قضية وبلية مما رام سلوكه غير واحد ممن قبله فجبن عن هذا القطع المقتضى للديوان باستمرار الوصلة بل نقل بعض المضافات للذخيرة من الأشرف وغيره في القلعة وغيرها إلى أوقافهم معللا بكون ثوابها يتمحض لهم وبرها لأنه في الحذق المتوصل به لمقاصده ، وفي الصدق بالعزم والتجلد والثبات منتصب الراية ، سيما وله تهجد وتعبد وأوراد وأشعار وأذكار مزيلة للأكدار وتلحينات تسر النظار وتعفف وتعرف ويقظة وتصرف وبكاء ونحيب وإنكاء لمن بمراده لا يجيب وارتقاء في تربية من شاء الله من مماليكه وخدمه وانتقاء لمن يسامره في دفع ألمه وميل لذوي الهيئات الحسنة والصفات المثنى عليها بالألسنة حتى إنه يتشوق لرؤيته لشيخنا ابن حجر وابن الديري في صغره ويتلذذ بذكره لهما في كبره بل كثيرا ما ينشد ما تمثل به أولهما حين استقرار القاياتي في القضاء بعد صرفه وقوله استرحنا وقول الآخر أكرهونا مشيرا لكونه على رغم أنفه : ) % ( عندي حديث طريف بمثله يتغنى % من قاضيين يعزى هذا وهذا يهنا ) % % ( فذا يقول أكرهونا وذا يقول استرحنا % ويكذبان جميعا ومن يصدق منا ) % ويقول مما يروم به تعظيم أولهما وتشريفه : موته يعدل موت الإمام أبا حنيفة وتلاوة ومطالعة في كتب العلم والرقائق وسير الخلفاء والملوك يرجى كونها نافعة بحيث يسأل القضاة وغيرهم الأسئلة الجيدة ولا يسمع في الكثير جوابا يستفيده عنده وربما يقال له منكم يستفاد حيدة عن المراد وينكر كثرة الصياح بدون فائدة ويكرر عتبهم في غيبتهم والمشاهدة ، سيما حين يعلم تقصير كثيرين في الجهات وعدم التصوير لسنى الهيئات والمخاطبات مما يقتضي مزاحمته لهم في المرتبات ونقص تلك المبرات القديمة والصلات كل هذا مع حسن الشكالة والطول والبهاء الذي شرحه يطول ومزيد التوكل ومديد التضرع وللتوسل والاعتراف من نفعه بالتقصير والإنصاف الذي لا يؤخره عن مقتضاه إلا القادر القدير والاعتماد لمن يعلم