@ 191 @ وولي أخو الميت فأعرض هذا عن النيابة فلم يضر إلا نفسه . .
قاسم بن محمد بن محمد بن علي القاهري النحاس والمتصرف بباب شيخنا كأبيه في كليهما ووالد أبي الحسن الآتي ويعرف بابن المرضعة . ممن كان في خدمة ابن شيخنا بحيث حج معه وجاور بل سافر مع والده في سنة آمد تاجرا وكان عاميا متميزا في طريقته . مات بعد أن أضر في ثامن عشر شوال سنة ثلاث وتسعين عن ست وثمانين سنة ودفن بالقرب من ضريح الست زينب خارج باب النصر عفا الله عنه . .
قاسم بن محمد الزين الحيشي الحلبي ثم القاهري الدمشقي ويعرف بالقادري . أقام بحلب مدة على قدم التجريد مواخيا لصاحبنا إبراهيم القادري الماضي وأخذا بها عن الشرف أبي بكر الحيشي وغيره ثم انتقلا إلى القاهرة وأخذا في غضون ذلك أيضا بصفد عن الشمس محمد بن أبي بكر بن خضر الديري الناصري وبدمشق عن السيد عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الجيلي وبالقاهرة عن أخيه النور علي ومدين الأشموني وأبي الفتح الفوي وصحبا الشهاب بن أسد وتليا عليه القرآن وسمعا عليه في العلم والحديث والكمال إمام الكاملية واختصا به دهرا وأخذا عنه في الفقه وأصوله وغير ذلك وسمعا على شيخنا والعز بن الفرات وطائفة وتزوجا من بيت سيدي عبد القادر الكيلاني واختص بغير واحد من الأمراء كدولات باي المؤيدي ) .
وجانم الأشرفي برسباي ومن غيرهم كالبدر البغدادي قاضي الحنابلة وبواسطته استقر في مشيخة زاوية ابن داود بصالحية دمشق وتحول إليها فتزايدت وجاهته ، لا سيما وهو حسن العشرة طلق المحيا بسامة كثير التودد وابتنى هناك بالسهم دارا حسنة ونوزع في المشيخة من سبط ولد الواقف غير مرة وعقد بسبب ذلك مجالس ، وكان فيما كتبه لي مواخيه صحيح الاعتقاد صحيح عمل الأركان عارفا بمداخل الناس ومخارجهم مع سلامة صدر وسعة فيه ، تجرد وساح وخالط المشايخ وتأدب بآدابهم واستقل بالعلم وفهم وتميز وسمع الحديث وأشير إليه بالجلالة والمشيخة ولم يكن يضمر لأحد سوءا ولا في مقابل ، ووصفه غيره بالشيخ المسلك المربى ونعم الرجل كان وبيننا مزيد مودة وصحبة وكانت أبهة المشيخة عليه ظاهرة ووضاءة الصفاء في طلعته باهرة ، مات في يوم الأحد ثالث ربيع الأول سنة أربع وسبعين ودفن من الغد بمقبرة كان أعدها لدفن جماعته وجماعة مواخيه وشرقي المقبرة المسماة بالروضة وملاصقة لها بسفح قاسيون أعلى الصالحية بعد أن صلي عليه بالجامع المظفري ولم يكن يقصر عن ستين سنة بل زاد عليها رحمه الله وإيانا .