@ 20 @ المرافقة في الأخذعن الأسنوي . .
ودرس بالغرابية والخشقدمية وكذا بالناصرية والسابقية احتسابا ولما بني الفخر عبد الغني بن أبي الفرج مدرسته التي بين السورين من القاهرة أعطى مشيختها للشمس البرماوي فباشرها مدة ثم تحول في سنة ثلاث وعشرين إلى دمشق صحبة النجم بن حجى فاستنزله عنها النجم لصاحب الترجمة بمال تبرع عنه سيما وكانت زوجة البرماوي ابنته وأرسل بالاشهاد اليه بعد أن أخذ له شيخنا خط الناصر وهو عبد القادر ابن الواقف بالامضاء فامتنع من قبولها فلم يزل به الطلبة حتى قبل وباشرها تدريسا ومشيخة على العادة ولم يلبث أن مات . وكان دينا خيرا حاد الخلق سليم الباطن جدا متواضعا ممتهنا لنفسه بالمشي وحمل طبق العجين على طريق ) .
السلف لا يكترث بملبس ولا غيره بل معرضا عن الرياسة التي كما قال المقريزي عرضت عليه فأباها وعن الكتابة على الفتوى تورعا لا يتردد لأحد من بني الدنيا ولا يمل من الاقراء والمطالعة وله على الروضة وغيرها حواش متقنة مفيدة وخطه وضيء نير وترك الاشتغال في آخر عمره وأقبل على التلاوة والتحدث وكان ورده في كل يوم ختمه أو قريبها حتى مات في يوم السبت رابع عشر رجب سنة خمس وعشرين وكثر التأسف على فقده لكونه لم يخلف بعده في حفظ الفروع مثله واستقر بعده في الفخرية رفيقة الشلقامي وتألم ولده لذلك فأعرض عن بقية وظائفه بعد مباشرته لها فتفرقها الناس فأخذ الغرابية الشرف السبكي والعشقتمية التاج بن تمرية رحمه الله وإيانا . .
إبراهيم بن احمد بن علي بن عمر الأديب برهان الدين أبو محمد بن الشهاب الكناني العسقلاني الأصل المليجي القاهري الشافعي خطيب جامع الأقمر ولد سنة ثمانين وسبعمائة تقريبا بمليج وانتقل منها إلى القاهرة واشتغل بها بعد أن حفظ القرآن والمنهاج وتردد إلى المشايخ وبحث في الفقه على البدر بن ابي البقاء السبكي القاضي فانه كان يقرىء أولاده وفضل وسمع الحديث على الزين القمني وغيره وجلس مع الشهود ثم ترك وخطب بجامع الاقمر دهرا وحج مع الرجبية في سنة خمس وثلاثين فجاور بقية السنة وقرأ فيها البخاري على الجمال الشيبي ودخل اسكندرية ودمياط متفرجا وناب في بعض البلاد لشيخنا وغيره وتعانى نظم الشعر فصار يمتدح الأعيان والقضاة التماسا لنائلهم وبرهم وربما يقع له الجيد وهو أحد