@ 19 @ الكتابة فلما وصل إلى الطلاق ترك حياءا من مصنفه لكونه كان نازلا عنده وقال محيي الدين البصروي فارقته سنة خمس وثمانين وهو يسرد الروضة حفظا انتهى وبقية كلامه كان البيجوري شيخا وأنا صبي قال ولما سافرت إلى مصر بعد الفتنة حضرنا عند ) .
الجلال البلقيني فتكلم فغوش عليه وقال له اسكت يا بيجوري أنت ما تعرف أصولا ولا نحوا أنت ما تعرف إلا الفقه فقط وبكته زاد بعضهم أنه حدر من دمعه فتكلم فرفع له الجلال يديه على رأسه كالقرنين وقال له وما علي إذا لم تفهم البقر فزاد في الكلام معه شحطوه فشحطوه برجلة حتى أخرجوه من المجلس هذا والحق بيده فلما انفصل المجلس ورجع الجلال لبيته أرسل له دراهم وقماشا وصالحه وقال له الحق بيدك وانكى ما وقع للجلال منه لا بقصد الانكار من الشيخ انه ابدى فرحا وطنطن له واستغرب نقله من عزاله فقال له إنه في التنبيه . .
وقال الجمال الطيماني هو احفظ الناس للنقل للفقه واكثر من وصفه بذلك وهو افضل البياجرة الثلاثة هو وشمس الدين ونور الدين . وقال المقريزي إنه لم يخلف بعده احفظ لفروع الفقه منه وقد تصدى لنشر الفقه واخذ عنه الأئمة حتى كان ممن أخذ عنه من شيوخنا البرهان بن خضر وأتقن معه جامع المختصرات والزين السندبيسي والجلال المحلي والشريف النسابة والعبادي وفي اصحابه كثرة بالديار المصرية الآن بقايا من أصحابه حتى كان الطلبة يصححون عليه تصانيف الولي العراقي فيتحرك لما فيها من التحقيق والمتانة وحسن الايضاح ويهديهم لما لعله يكون فيها على خلاف الصواب نقلا وفهما مما لا يسلم مصنف منه ويطالعون المصنف بذلك فيسر به ويصلح نسخه ويحض على المزيد من ذلك وهو ممن عرض عليه الوالد والعم محافيظهما لا تقانة واستجازه شيخنا لأولاده واثنى عليه في تاريخه وكذا اثنى عليه ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية له وابن خطيب الناصرية في ذيل تاريخ حلب كل هذا مع كثرة العيال ومزيد الفاقة بحيث جلس في دكان الطلبة رفيقا للشلقاني وغيره للتكسب بالشهادة وقتا ثم اعرض عنها لكثرة جفاء الثانى له مع ما بينهما من