@ 132 @ الزين في القضاء وجلس بالجورة وتحول معه وربما حضر معه عند الولوي السفطي ، كل ذلك مع المداومة على الاشتغال والكتابة لنفسه بحيث كتب بخطه الروضة ومختصر الكفاية وجملة وتكررت كتابته لشرح الشواهد وكان يرتفق بثمنه في معيشته وربما قرأ في الجوق مع الشمس المتبولي الضرير وابن طرطور لكنه لم ينتدب لذلك ونوه شيخه المناوي به جدا حتى كان يقول : هو معي كالمزني مع الشافعي واستنابه في القضاء وجلس بأيوان الصالحية وقتا وصار يسند القضايا والوقائع المهمة من الوصايا ونحوها وتكلم عنه في أوقاف كالحلي والطاهر وطيلان وأقبل على الأحكام وشبهها وحسنت معيشته بعد خشونتها جدا حتى سمعت أن عمه عتبه على ) .
قبوله القضاء وقال له : أدخلت القضاء في بيتنا أو كما قال وكذا بلغني أن والده عتب عليه قبوله لوظيفة الجمالية وتعاطيه خبزها وكانا مذكورين بالصلاح ومن العجيب سؤاله العلم البلقيني في النيابة عنه مع شدة اختصاصه بالشرف بل وناب عن المكيني فيما قيل وكذا عن الأسيوطي ثم عزل نفسه لما زاحمه ابن مظفر في تكلمه في وصية عبد القادر الفاخوري ، وتكلم بفجوره فيما لا يليق وأعرض عن ذلك كله وكذا باشر قضاء الركب الموسمي غير مرة واستصحب الحمل معه وكان حج قبل ذلك مع والده وهو صغير ثم جاور مع الرجبية ، ولما مات الشهاب الشطنوفي استنيب عن ولده أخي زوجه ابن شيخه المناوي في تدريس الحديث بالشيخونية بإشارة شيخه في ذلك ثم انتقل به بعد وفاة زين العابدين ببذل يسير للولد لعدم أهلته وكذا استنيب في وظيفة الإسماع بها عن ابن الزين رضوان وفي تدريس الفقه بجامع الخطيري عن ابني زين العابدين المناوى وفي الخطابة بجامع عمرو عن شيخه ثم عن ولده وابنيه وفي زاوية الابناسي بالمقسم مع مباشرة النظر إلى غيرها مما كان باسمه من الجهات كالتصوف بالصلاحية والبيريبية والجمالية وخزن كتب الزينة الاستادارية وإمامة الصلاحية المجاورة للشافعي وقراءة الحديث بجامع الأزهر يوقف ابنه الطبندي وتصدى للتدريس والإقراء في حياة شيخه وحلق بجامع الأزهر وكثر الانتفاع به خصوصا بعد وفاته فإنه تزاحم عليه الطلبة واستمر أمرهم يتزايد إلى أن كانت السنة الأخيرة فحصل تنافس في تعيين أحد القراء وقصد بالرسائل في ذلك ونحوه مما لم يقع مثله الآن لغيره وصار غالب الفضلاء من تلامذته ولم يكونوا يتجرءون عليه كغيره وكذا قصد بالفتاوي وانتفع به فيها أيضا كل ذلك مع الدين والتواضع والفصاحة وجودة التقرير والتمييز في الفقه وحسن الملكة فيه والمشاركة في غيره