@ 489 @ زيد عمرا يترجل قلم الفارسى بين يديه ويطير لفظ ابن عصفور حذرا من البازى المطل عليه وإن شعر هامت الشعراء بذكره في كل واد وخمل ذكرها في كل ناد ونصبت بيوت نظمه على يفاع الشرف كما نصبت بيوت الأجواد طالما بلد لبيدا وولى عنه شعر ابن مقبل شريدا وقالت الآداب لبحترى لفظه ألم نربك فينا وليدا إن نثر فما الدر اليتيم إلا تحت حجره ولا الزهر النظيم إلا ما ارتضع من اخلاف قطره ولا المترسلون إلا من تصرف في ولاية البلاغة تحت نهيه وأمره وإن تكلم في فنون الأدب روى الظماء وجلا معاني الألفاظ كالدمى وقالت الأعاريض له ولابن أحمد خليلى هبا بارك الله فيكما هذا وكم أثنى قديم علم الأوائل على فكره الحكيم وشهدت رواة الاحاديث النبوية بفضله وما أحلى من شهد له الحديث والقديم .
( علت به درجات الفضل واتضحت % دقائق من معانى لفظه البهج ) .
( هذا وليل الشباب الجون منسدل % فكيف لما يجئ الشيب بالسرج ) .
( يا حبذا أعين الأوصاف ساهرة % بين الدقائق من عليان والدرج ) بدأتنى أعزك الله من الوصف قل عنه مكانى واضمحل عناني وكاد من الخجل يضيق صدرى ولا ينطلق لسانى وحملت كاهلى من البر ما لم يستطع وضربت لذكرى في الآفاق نوبة خليلية لا تنقطع سألتنى مع ما عندك من المحاسن التي لها طرب من نفسها وثمر من غرسها أن أجيبك وأجيزك وأوازن بمثقال كلمى الحديد أبريزك وأقابل لسنك المطلق بلسانى المحصور وأثبت استدعاءك على بيت مال نطقى المكسور فتحيرت بين أمرين امرين ودفع ذهنى السقيم بين داءين مضرين إن فعلت ما أمرت به فما أنا من أرباب هذا القدر العالى والصدر الحالى وما أنا من أبناء مصر حتى أتقدم لهذا الملك العزيز وكيف أطالب مع إقتار علمى بأن أمدح أو أصل وأين لمقيد خطوى هذه الوثبات وإني يماثل قوة هذا الغرس ضعف هذا النبات وان منعت فقد أسأت الادب والمطلوب