@ 488 @ ما بينهما من شرف المناسبة لما رضى سجع الحمام لمطارحته نوعا من الأطيار ولا قبل فصحاء الأول مراجعه الصدى من الديار ولا قنع غمز حواجب الأحبة برد القلوب الهائمة في أودية الأقطار ولكن تقول الأكابر والأذكياء تبذل من الأجوبة جهدها وتنفق مما عندها وتجرد الأماثل سيوف المنطق ولا تتعدى من الطاعة حدها ولما كنت أيها الراقم برد هذا الاستدعاء ببيانه والمنشى روض هذا السؤال بآثار السحب من بنانه والسائل الذى بهرت الأفكار فضائله وسحرت أرباب العقول عقائله وأقام المسؤول مقاما ليس من أهله فليتق الله سائله فريد فن الأدب الذى لا يبارى وبحره الذى لا يهدى عارض قلمه الدر إلا كبارا وذا اليد البيضاء الذى طالما آنس من جانب الذهن الشريف نارا وخليله الذي اطلع على أسراره الدقيقة ورئيسه الذى لو طارح ابن المعتز وتمت ولايته لكان أمير المؤمنين على الحقيقة وناظمه الذي يسير الطائيان تحت علمه المنشور وكاتبه الذى يبجح العبدان بالدخول تحت رقه المأثور طالما شافه من القلم وجها جميلا وقدرا جليلا ولاقى من لا يندم على صحبته فيقول يا ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا فهو الغرس الذى يقصر عن امالى وصفه الشجرى ويفخر الدين والعلم بشخصه ولفظه هذا يقول غرسي وهذا يقول ثمرى كم أغنى بمفرد شخصه عن فضلاء جيل وكم بدا للسمع والبصر من بنات فكره بثينة ومن وجهه جميل كم تنزهت الأفكار من لفظه بين آس وورد لما بين اذخر وجليل وكم دام عهده ووده حتى كاد يبطل قول الأول دليل على أن لا يدوم خليل تود الشهب لو كانت حصباء غدير طرسه ويغار الأفق إذا طرز يراع درجه بالظلماء من اردية شمسه ويتحاسد النظم والنثر على ما تنتج مقدمات منطقة من النتائج وينشد كل منهما إذا حاول القول خليل الصفاء هل أنت بالرمل عالج إن كتب أغضى ابن مقلة من الحسد على قذاه وحمل ابن البواب بحجبته عصا القلم قائلا ما ظلم من أشبه أباه وإن نحا النحو بناه عشرا ولانت اعطاف الحروف قسرا وتشاجرت على لفظه الأمثلة فلا غرو إن ضرب