@ 370 @ ولم يكن عليها فيما مضى شيء ولكن بعض تجار اليمن الذين يرتحلون إلى مصر كذب على الباشا محمد على إنه كان عليها مرجوع إلى السلطنة فوقع التصميم من الباشا خليل ورسوله هذا إنه لابد من ذلك فأوضحنا لهم إنه لم يكن عليها شيء منذ انتزعها أولاد الإمام القاسم إلى الآن زيادة على مائتى سنة وفي خلال ذلك وصل كتاب من الباشا خليل إنه يقع مقدار من البن في كل عام وهو شئ يسير يصير إلى مطبخ السلطان ويقع تسليم شئ من النقد في حكم بغشيش للجنود الرومية المنتزعة للبلاد من يد الأشراف فوقعت المساعدة إلى ذلك لكونهم قد بدأوا بالإحسان وتبرعوا بالجميل ولم يصدق الناس ذلك ولا خطر ببال أحدهم صحته وعدوه مكرا وخداعا وناصحونى بالرسائل من الجهات البعيدة فضلا عن الجهات القريبة بما حاصله أن الركون إلى هذا لا يقع من عاقل ولا يدخل فيه من له فطنة وحذرونى من ذلك غاية التحذير فكنت أجيب عليهم أن هؤلاء عرضوا علينا المسالمة والمصالحة ابتداء فليس لنا أن نرد ما عرضوه علينا بادئ بدأ وإن الله سبحانه يقول ! < وإن جنحوا للسلم فاجنح لها > ! ومع هذا فقد اعتقد الخاص والعام والكبير والصغير انهم سيطوون جميع الديار اليمنية بايسر عمل لأن القلوب قد ارتجفت بعد استيلائهم على صاحب نجد وهو صاحب الجيوش الكثيرة والأحوال المتضاعفة حسبما قدمنا في ترجمته ثم أخذوا ما بيد الأشراف صفوا عفوا وبهذا السبب كانت جنود اليمن من جميع القبائل متفاشلة متخاذله مرتجفة لم يبق همهم إلا بأنفسهم وحريمهم وكانوا يبذلون الجهاد كذبا وافتراء فإنها لو خرجت الأتراك على بقية البلاد لم تنتشر لهم راية ولا اجتمع لهم جيش