@ 358 @ خروجه من دار السلطان بعد أن ولاه الوزارة كلاما في السر معناه أنه رغب السلطان في جعله وزيرا فأمر صاحب الترجمة في الحال بضرب عنق ذلك المسخرة فضربت فلما بلغ السلطان استدعاه وهو شديد الغضب ثم قال له قد عرفنا الوجه في قتلك للوزراء فما سبب قتلك لفلان يعنى المسخرة فقال يا مولانا السلطان هذا المائق قال لى إنه سعى لى عندك في الوزارة فقتلته لأعلم صحة قوله فإن كنت انما وليتنى الوزارة بمعاونة مثله فلا حاجة لى فيها وهذا العهد الذى عهدته إلى خذه وإن كنت وليتنى ذلك لكونى أهلا لها فلا بأس ولا يضرنى قتل مثل هذا المفتري عليك فسكن عند ذلك غضب السلطان ثم بقى في الوزارة نحو أربع سنين ثم رغب في مجاورة الحرم الشريف والقبر النبوى فطلب من السلطان أن يوليه بندر جدة ويجعل إليه مع ذلك ولاية المدينة الشريفة وهذه الولاية هى دون مقداره ولكنه أراد أن يتفرغ للعبادة فلما ولى ذلك وصل بجيوش كثيرة وعدد عظيمة وقمع المتمردين حتى أمنت المدينة وما حولها ولم يبق من الخوف ما يعتادونه ولا بعضه ووصل منه في سنة 1214 كتاب إلى حضرة مولانا الإمام المنصور بالله وذكر فيه انه وصل إليه كتاب من مولانا الإمام حفظه الله ولا حقيقة لذلك فلعله افتعله بعض المفتعلين وصور كتابه .
الحمد لله حمدا لا نحصى ثناء عليه جل وعلا وكم وكفى إنا مؤمنون والصلاة والسلام على سيدنا وسندنا رسول الله نحن في جواره من جاهد في الله حتى أتاه اليقين .
وعلى آله وصحبه الذين بذلوا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله رضوان الله عليهم أجمعين .
وبعد نبدى ذلك ونهديه إلى