@ 335 @ بالأمور قد حنكته التجارب ومارس جميع الأمور المتعلقة بالمملكة وعرف أحوال الناس وأحاط بجميع الأمور العرفية مع فطنة عظيمة وذكاوة مفرطة وحافظة باهرة حتى اشتهر في الناس بأنه إذا ذهب سجل من اسجال الخصومات على رجل متمسك به وجاء إليه بعد سنين كتبه بلفظه لا من ديوان يجمع فيه ما يتفق من ذلك بل من حفظه وهذا شيء يتقاصر عنه غالب القدر البشرية وكان لعظمته في الصدور وجلالته عند الجمهور بمحل يقصر عنه الوصف بل كان يقال في حياته انه إذا مات اختل نظام المملكة فضلا عن نظام القضاء واستمر على ذلك إلى أن مات وكان له اطلاع تام على كتب الأئمة وسائر علماء الزيدية وشغلة عظيمة بذلك وكذلك بغيرها فإنه كان يقرأ عليه جماعة من علماء صنعاء في صحيح مسلم وفيه من سعة الصدر وحسن الخلق وكمال السياسة وجودة الرأى مالم يسمع بمثله في أهل العصر والحاصل انه من رجال الدهر حزما وعزما وإقداما وإحجاما ودهاء وتوددا وخبرة ورياسة وسياسة وجلالة ومهابة وفصاحة ورجاحة وشهامة ولما مات في أول يوم من رجب سنة 1209 تسع ومائتين وألف أمرنى مولاى الإمام المنصور بالله حفظه الله بالقيام بما كان صاحب الترجمة يقوم به من القضاء حسبما شرحته في ترجمة مولانا الإمام حفظه الله من هذا الكتاب ولصاحب الترجمة رسائل وفتاوى رأيتها مجموعة في مجلد لطيف وله رسالة سماها التثبيت والجواز أجاب بها على اعتراض العلامة الحسن الجلال على مؤلف القاضى العلامة إبراهيم بن يحيى السحولى الذى جمعه في اسناد المذهب وسماه الطراز المذهب ولصاحب الترجمة نظم كنظم العلماء ومنه ما كتبه إلى قبل موته بنحو