@ 334 @ ذكره وبرع في الفروع وشارك في غيرها واتصل بالإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم فولاه القضاء فباشر بصرامة وشهامة وفطانة وهو دون العشرين ففاق على المباشرين للقضاء وتقدم عليهم وتصدر في الديوان وفيه علماء أكابر كالسيد العلامة أحمد بن عبد الرحمن المتقدم ذكره وبهر الناس بحسن تصرفه وجودة ذكائه وحفظه لقضايا الشجار واستحضاره لما تقدم عهده منها فقر به الإمام المنصور بالله وعظمه وفوض إليه غالب أمور القضاء فلما مات الإمام المنصور بالله في سنة 1161 وقام بعده ولده الإمام المهدى لدين الله العباس بن الحسين بالغ في تعظيم صاحب الترجمة وضم إليه الوزارة إلى القضاء وصار غالب أمور الخلافة تدور عليه وعظمت هيبته في القلوب واشتهر صيته وطار ذكره فاستمر كذلك إلى سنة 1172 فنكبه الإمام المهدى واستأصل غالب أمواله وسجنه فاستمر مسجونا أعواما ثم أفرج عنه ولزم بيته والناس يترددون إليه لأخذ العلم عنه ويستفتونه في المعضلات فاستمر كذلك حتى مات الإمام المهدى في سنة 1189 وصارت الخلافة إلى مولانا الإمام المنصور بالله على بن العباس حفظه الله فأعاد صاحب الترجمة إلى القضاء الأكبر وفوض إليه جميع ما يتعلق بذلك وصار إليه المرجع من جميع قضاة الديار اليمانية فباشر ذلك بحرمة وافرة ومهابة زائدة وفخامة عظيمة وصار المتصدر في الديوان وليس لأحد من القضاة معه كلام بل ما أبرمه لا يطمع أحد في نقضه وما أبطله لا يقدر غيره على تصحيحه وكان الخليفة حفظه الله يشاوره فيما يعرض من الأمور المهمة الخاصة بأمور الخلافة بل كان الوزراء جميعا يترددون إليه ويعملون بما يرشدهم إليه وبالجملة فكان صدرا من الصدور متأهلا للرياسة ذا دراية