@ 284 @ الأيام مجردا عن الأهالى والأقوام قبل اشتداد الحر وغلبة الأوام .
فإن الفصل أطيب والريح أزيب ومن الممكن أن يفوز الإنسان باقامة شهر في كل حرم ويحظى بالتملى في مهابط الرحمة والكرم .
وأيضا كان من عادة الخلفاء سلفا وخلفأ وأنهم كانوا ببردون البريد عمدا قصد التبليغ سلامهم إلى حضرة سيد المرسلين فاجعلنى جعلنى الله فداك ذلك البريد فلا أتمنى شيئا سواه ولا أزيد .
( شوقى إلى الكعبة الغراء قد زادا % فاستحمل القلص الوخادة الزادا ) .
( واستأذن الملك المنعام زيد على % واستودع الله أصحابا وأولادا ) .
فلما وصل هذا إلى السلطان كتب في طرة الكتاب ما مثاله .
صدر الجمال المصرى على لسانى ما يحققه لك شفاها ان هذا شيء لا ينطق به لسانى ولا يجرى به قلمى فلقد كانت اليمن عمياء فاستنارت فكيف يمكن أن تتقدم وأن تعلم أن الله قد أحيى بك ما كان ميتا من العلم فبالله عليك إلا ما وهبت له بقية هذا العمر والله يا مجد الدين يمينا بارة انى أرى فراق الدنيا ونعيمها ولا فراقك أنت اليمن وأهله انتهى وفي هذا الكلام عبرة للمعتبرين من أفاضل السلاطين بتعظيم قدر علماء الدين وقد أخذ عنه الأكابر في كل بلاد وصل إليها ومن جملة تلامذته الحافظ بن حجر والمقريزى والبرهان الحلبى ومات ممتعا بسمعه وحواسه في ليلة عشرين من شوال سنة 817 سبع عشرة وثمان مائة بزبيد وقد ناهز التسعين $ السيد محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الصنعانى $ .
ولد شهر رمضان سنة 1175 خمس وسبعين ومائة وألف ونشأ