@ 283 @ يلتفتوا بعده إلى غيره والمقصود لذوى الألباب من علم الإعراب وتحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين والمثلث الكبير في خمس مجلدات والصغير والروض المسلوف فيمن له اسمان إلى الوف وغير ذلك من المصنفات الكثيرة الواسعة الشهيرة .
قال التقى الكرمانى كان عديم النظير في زمانه نظما ونثرا بالفارسى والعربى وكان كثير الاقتداء بالصنعانى ماشيا على طريقته تابعا لمنهجه حتى في كثرة المحاورة وحكى الخزرجى انه رام التوجه في سنة 799 إلى مكة فكتب إلى السلطان ما مثاله .
ومما ينهيه إلى العلوم الشريفة انه غير خاف عليكم ضعف اقل العبيد ورقة جسمه ودقة بنيته وعلو سنه .
وقد آل أمره إلى أن صار كالمسافر الذى تحزم وانتقل .
إذ وهن العظم بل والرأس اشتعل .
وتضعضع السن وتقعقع الشن .
فما هو إلا عظام في جراب وبنيان مشرف على الخراب وقد ناهز العشر التى تسميها العرب دقاقة الرقاب .
وقد مر على المسامع الشريفة غير مرة في صحيح البخارى قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ المرء ستين سنة فقد أعذر الله إليه فكيف من نيف على السبعين وأشرف على الثمانين .
ولا يجهل بالمومن أن تمضى عليه اربع سنين .
ولا يتجدد له شوق وعزم إلى بيت رب العالمين وزيارة سيد المرسلين وقد ثبت في الحديث النبوى ذلك وأقل العبيد له ست سنين عن تلك المسالك وقد غلب عليه الشوق حتى جل عمره عن الطوق ومن أقصى أمنيته أن يجدد العهد بتلك المعاهد ويفوز مرة أخرى بتقبيل تلك المشاهد .
وسؤاله من المراحم الحسنة الصدقة عليه بتجهيزه في هذه