@ 261 @ عليهم وتراسل السلطان معهم بما هو أشد في الإغلاظ مع كونه لا يحضر مجلسه وهو مع هذا لا يزداد الا جلالا ورفعة ومهابة في القلوب واتفق في بعض المجالس عنده جرى ذكر ابن عربى وكان يكفره ويقبحه وكل من يقول بمقالته فشرع العلاء في تقرير ذلك ووافقه أكثر من حضر إلا البساطي فقال إنما ينكر الناس عليه ظاهر الألفاظ التى يقولها وإلا فليس في كلامه ما ينكر إذا حمل لفظه على معنى صحيح بضرب من التأويل ومن جملة ما دار في ذلك انكار الوحدة وقرر العلاء انكار ذلك فقال له البساطى أنتم ما تعرفون الوحدة المطلقة فلما سمع ذلك استشاط غضبا وصاح بأعلى صوته أنت معزول ولو لم يعزلك السلطان يعنى لتضمن ذلك كفره عنده واستمر يصيح وأقسم بالله إن السلطان إن لم يعزله من القضاء ليخرجن من مصر فأشير على البساطى بمفارقة المجلس اخمادا للفتنة وبلغ السلطان ذلك فأمر بإحضار القضاة عنده فحضروا فسألهم عن مجلس العلاء فقصه كاتب السر وهو ممن حضر المجلس فسأل السلطان الحافظ بن حجر عن تكفير العلاء للبساطى وماذا يستحسن هل العزل أو التعزير فقال ابن حجر لا يجب عليه شئ بعد اعترافه وكان البساطى قد اعترف بكفر ابن عربى في مجلس السلطان وأرسل السلطان الى العلاء يترضاه فأبى ورحل عن مصر وكان قد أرسل إليه قبل رحلته عن مصر سلطان الهند بثلاثة آلاف شاش ففرقها على الطلبة الملازمين له وبعد ارتحاله سكن دمشق وصنف رسالة سماها فاضحة الملحدين زيف فيها ابن عربى وأتباعه .
واتفقت له حوادث بدمشق منها أنه كان يسئل عن مقالات ابن