@ 250 @ مولده على النجيب فقبله وأجلسه على فخذه وكناه أبا الفتح ثم أحضره في الرابعة على شمس الدين المقدسى وسمع على القطب القسطلاني وابن الأنماطي وأكثر عن أصحاب الكندى وابن طبرزذ ورحل إلى دمشق فسمع من الصوري وابن عساكر وغيرهما وأجاز له جمع جم من جهات مختلفة ولازم ابن دقيق العيد وتخرج به في أصول الفقه .
قال الذهبى ولعل مشيخته يقاربون الألف ونسخ بخطه وانتقى ولازم الشهادة مدة وكان طيب الأخلاق بساما صاحب دعابة ولعب صدوقا حجة فيما ينقله له بصر ناقد بالفن وخبرة بالرجال ومعرفة الاختلاف ويد طولى في علم اللسان ومحاسنه جمة ولو أكب على العلم كما ينبغي لشدت إليه الرحال وقال البرزالى كان أحد الأعيان اتقانا وحفظا للحديث وتفهما في علله وأسانيده عالما بصحيحه وسقيمه مستحضرا للسيرة .
له حظ من العربية حسن التصنيف صحيح العقيدة سريع القراءة جميل الهيئة كثير التواضع طيب المجالسة خفيف الروح ظريف اللسان له الشعر الرائق والنثر الفائق وكان محبا لطلبة الحديث ولم يخلف في مجموعه مثله وقال ابن فضل الله كان أحد أعلام الحفاظ وإمام أهل البلاغة الواقفين بعكاظ بحر مكثار وخبير في نقل الآثار انتهى .
وله تصانيف منها السيرة النبوية المشهورة التى انتفع بها الناس من أهل عصره فمن بعدهم وشرع بشرح الترمذى كتب منه مجلدا إلى أوائل الصلاة وقفت عليه بخطه الحسن ولعل تلك النسخة التى وقفت عليها هى المسودة فإنها كثيرة الضرب والتصحيح وهو متمتع في جميع ما تكلم عليه من فن الحديث وغيره مع التزامه لإخراج الأحاديث التى يشير إليها الترمذى بقوله وفي الباب عن فلان وفلان الخ ولما وقفت على الجزء الذى من شرح