@ 224 @ تحريره قبل أن يبلغ صاحب الترجمة أربعين سنة بل درس في شرحه للمنتقى قبل ذلك وترك التقليد واجتهد رأيه اجتهادا مطلقا غير مقيد وهو قبل الثلاثين وكان منجمعا عن بنى الدنيا لم يقف بباب أمير ولا قاض ولا صحب أحدا من أهل الدنيا ولا خضع لمطلب من مطالبنا بل كان مشتغلا في جميع أوقاته بالعلم درسا وتدريسا وإفتاء وتصنيفا عائشا في كنف والده رحمه الله راغبا في مجالسة أهل العلم والأدب وملاقاتهم والاستفادة منهم وإفادتهم .
وربما قال الشعر إذا دعت لذلك حاجة كجواب ما يكتبه إليه بعض الشعراء من سوأل أو مطارحة أدبية أو نحو ذلك وقد جمع ما كتبه من الأشعار لنفسه وما كتب به إليه في نحو مجلد وابتلى بالقضاء في مدينة صنعاء بعد موت من كان متوليا للقضاء الأكبر بها وقد تقدم شرح ذلك في ترجمة مولانا الإمام حفظه الله في حرف العين وهو حال تحرير هذه الأحرف مستمر على ذلك ولم يدع الاشتغال بالعلم وإن كان اشتغاله الآن بالنسبة إلى ما كان عليه ليس شيئا وكان دخوله في القضاء وهو ما بين الثلاثين والأربعين وهو الآن يسأل الله الذى لا إله الا هو الحليم الكريم رب العرش العظيم ان يحسن ختامه وينيله من خيري الدارين مرامه ويسدده في أقواله وأفعاله وينزع حب الدنيا من قلبه حتى ينظر إلى الحقيقة فيفوز نيل دقائق الطريقة اللهم اجذبه إلى جنابك العلى جذبة يصحى عندها من سكر غروروه .
افتح له خوخة يتخلص بها عن حجابه المظلم إلى المعارف الحقة ولا تخرجه من هذه الدنيا الا بعد أن يسبح في بحار حبك ويغسل أدران قلبه بمياه قربك فأنت إذا شئت جعلت المريد مرادا فنال مرادا